تحت عنوان “طائرات تجسس ورحلات غامضة إلى دمشق: لماذا تقصف إسرائيل سوريا؟”، نشرت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية تقريراً كتبه الخبير الأمني البريطاني روبرت تولاست، تناول فيه دوافع الضربات الإسرائيلية على سوريا، انطلاقاً من العدوان الإسرائيلي الأخير على حمص يوم الثلاثاء الفائت.
ونقلاً عن شركة التحليلات الدفاعية “جاينز”، يلفت روبرت في تقريره إلى أنّ الغارة الأخيرة هي واحدة من أصل نحو ألف ضربة شنتها إسرائيل على سوريا خلال السنوات الثلاثة الفائتة فقط.وفي حين يؤكّد مرجع مطلع لـ”لبنان 24” أنّ الغارات الأخيرة التي “طالت مناطق واسعة في محافظتي دمشق وحمص هي الأعنف منذ فترة طويلة” حيث استهدفت “مخازن أسلحة في أرياف حمص وقوات سورية تعمل وتنسق مع الحرس الثوري الإيراني”، ينقل تولاست عن شركة ” Aurora Intel” للتحليل قولها إنّ استهدفت مخازن أسلحة غرب حمص، و”ربما مجمع هيم شنشار العسكري”. علماً أنّ الإدارة الأميركية قالت في العام 2018 إنّ المجمع استُخدم لتخزين الأسلحة الكيميائية.
وفي هذا الإطار، ينقل تولاست عن خبير في “Aurora Intel” (رفض الكشف عن هويته) قوله إنّ سوريا “باتت تمثّل “صماماً لتنفيس الضغط في النزاع الدائر بين إسرائيل و”حزب الله” وإيران والمجموعات المتحالفة معهما”. وإذ يشبه الخبير الصمام بأنّه “اتفاق غير معلن” بين “حزب الله” وإسرائيل بهدف “تقليل خطر اندلاع حرب في لبنان”، يوضح قائلاً: “ستكون الحرب مع “حزب الله” مدمّرة بالنسبة إلى لبنان وإسرائيل”.إسرائيلياً، يرجح تولاست أنّ تؤدي الحرب مع “حزب الله” إلى إجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين بموجب خطة “المسافة الآمنة” التي تحدّثت عنها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في العام 2016. ويضيف: “نتيجة لهذا الخطر، يحافظ “حزب الله” وحلفاؤه المدعومون إيرانياً على وتيرة العمليات الراهنة في سوريا”، حيث يواصل الحزب إلى جانب “كتائب حزب الله” وغيرها من المجموعات، دعمَ الحرس الثوري الإيراني في عملية بناء ترسانة تضم صواريخ غير موجهة وصواريخ دقيقة التوجيه. تفترض التقديرات الإسرائيلية، قدرة “حزب الله” على استخدام هذه الصواريخ لضرب أهداف استراتيجية بالغة الأهمية مثل المطارات والبنى التحتية الحيوية الإسرائيلية، بحسب ما يكتب تولاست.ويضيف الخبير الأمني: “من شأن ترسانة متنامية من الصواريخ الموجهة في سوريا أن تتمم ما يعادل 130 ألف صاروخ ورأس صاروخي يملكها “حزب الله” في لبنان، إشارة إلى أنّ عدداً متزايداً منها ينتمي إلى فئة الصواريخ دقيقة التوجيه”.ولمواجهة الترسانة المتنامية هذه، يقول تولاست إنّ الإسرائيليين سخروا طائراتهم الاستطلاعية لمراقبة عمليات الحرس الثوري الإيراني، مبيناً أنّ “السرب 122” كان يراقب سوريا خلال العدوان الأخير على غزة؛ تستطيع الوحدة الجوية الاستطلاعية الإسرائيلية هذه التشويش على رادار العدو وتحديد الأهداف، وفقاً لتولاست.وهنا، يكشف الخبير الأمني أنّ إيران كانت تكثّف دعمها لحلفائها في سوريا، بالتزامن مع تحليق “السرب 122” في سماء سوريا، إذ ينقل عن الخبير في “Aurora Intel” حديثه عن تسيير ما لا يقل عن 14 رحلة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني من طهران إلى دمشق منذ اندلاع العدوان على غزة.تولاست الذي افترض أن إسرائيل كانت تراقب الرحلات بانتظار الوقت المناسب لتنفيذ ضربتها، تساءل إلى أي مدى يمكن للوضع الراهن أن يستمر من دون تصعيد، ناقلاً عن الخبير في “Aurora Intel” تحذيره من أنّ الحرب، إذا ما اندلعت، ستكون دموية بالنسبة إلى إسرائيل و”حزب الله”، على حدّ تعبيره.