ما الذي “أشعل” عون… وما نواه بري والحريري؟!

17 يونيو 2021
ما الذي “أشعل” عون… وما نواه بري والحريري؟!

كتب جورج شاهين في “الجمهورية”: الخلاف انفجر بين باسيل وخليل وصدرت سلسلة مواقف ألقت مسؤولية التعطيل على باسيل ومن خلفه على رئيس الجمهورية. وإن بقي بعضها مكتوماً ومرصوداً في الكواليس، فقد جاء بيان المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الاكثر وضوحاً قبل ان يتسرّب شيء من محضر لقاء الحريري ورؤساء الحكومات السابقين بعد ظهر اليوم عينه.
 
وكأنّ ذلك لم يكن كافياً، فجاء تسريب مداخلة الحريري في اجتماع المجلس ليزيد في الطين بلة عندما تحدث عن علاقته المميزة ببري، كاشفاً عن انه، وإن جمّد الاعتذار، فإنه لن يخطو اي خطوة الا بالتنسيق معه. ولم يكتمل المشهد إلّا عند إطلالتين لبري إحداهما في “الجمهورية” تحدث فيها عن عدم وجود اي بديل للحريري في هذه المرحلة، وانه لن يقبل باعتذاره. والثانية عندما قال في وضوح انّ التشكيلة الحكومية لا تمر من دون موافقة كل من “حزب الله” و”المردة” و”الاشتراكي” والمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى ورؤساء الحكومات السابقين.
 
لم تقف عملية الرصد الجارية في بعبدا لمسار التشكيل ومواقف بري المستجدة تحديداً عند هذا الحد لو انّ بري أشار الى ضرورة موافقة رئيس الجمهورية، فهو، في رأي احد المراقبين، من أركان العهد عندما قال ساخراً: “كاد بري ان يطلب موافقة كتلة نواب الكتائب المستقيلين وزملائهم الذين اتخذوا الخطوة عينها ولم يسمّ رئيس الجمهورية وباسيل طالباً موافقتهما”.
 
عند هذه المعطيات خرج الجمر من تحت الرماد الى السطح يوم الاثنين، عندما ترددت معلومات عن لقاء مرتقَب بين بري والحريري لمناقشة مخرج أعدّه رئيس المجلس النيابي ونال موافقة مَن سمّاهم جميعاً ما عدا بعبدا، وان انتهى الى موافقة الحريري سيطلب موعداً بعد ظهر الثلاثاء لتقديم تشكيلة مطلوبة منه الى الرئيس عون.
 
وفي هذه الاثناء تناهَت الى مسامع بعبدا عناوين ما انتهت اليه مبادرة بري، وقيل انه تبنّى طرح الحريري الذي عاد اليه في الايام الاخيرة عندما تعالت شروط عون وباسيل وهو يقول بـ”إحياء تشكيلة 9 كانون الأول الماضي مُضافاً اليها أسماء 6 وزراء إضافيين مع الاستعداد الكامل لإعادة النظر في الحقائب وتوزيعها”.
 
عند هذه الحدود “كان السيل قد بلغ الزبى” لدى عون، فكان بيانه الشهير الذي شَن فيه أعنف الهجمات، ليس على بري فحسب، إنما على كل من تعاطى بالتشكيلة وسيطاً كان أو مشجعاً او ناصحاً، فطاولَ الجميع بمَن فيهم حلفاؤه في “حزب الله”، ولم يَستثن سوى باسيل الذي سبق تدخّله في كل التفاصيل في المبادرات الأخرى فبقي خارج الملاحظة الرئاسية.
 
وبناء على كل ما تقدّم، لا بد من الإشارة الى أنه وبعد رد بري الناري أمس سيبقى على اللبنانيين انتظار مواقف القوى الأخرى بمَن فيهم “حزب الله” الذي طاولته شظايا البيان. والى تلك اللحظة ما على اللبنانيين سوى رصد التحركات لحظة بلحظة لمعرفة وجهة الريح الحكومية، وإن كان لبنان سينجو من تصرفات مسؤوليه.