شكل الفنان الفلسطيني عماد البيتم، ظاهرة فنية خاصة، بعد سنوات طويلة من الجد والاجتهاد على طريق التصوير والاخراج، واستطاع خلال سنوات عمله أن يقدم مجموعة من الأعمال الفنية، شكلت بصمة في تاريخ الفن العربي الفلسطيني.
“موقع بيروت نيوز” التقى الفنان عماد البيتم في بيروت وأجرى معه هذا الحوار:
+ كيف كانت بداياتك مع التصوير عامة وهل كانت إثر تعليم أم خبره ومهارات شخصيه؟
= بدايةً أنا مهنتي الإخراج وليست التصوير وبطبيعة الحال أنا أحترف التصوير لأنه جزء من مهنة الإخراج، بدايتي كانت بالنشاطات الطلابية في المدرسة ومن ثم تخصصت في الجامعة وصقلت موهبتي بالتعليم الأكاديمي وحصلت على دبلوم الدراسات العليا
+ بماذا يتميز عماد البيتم عن غيره من المصورين والمخرجين الفلسطينيين ؟
= كل شخص في هذا العالم له بصمته فأنا أتميز عن غيري وفي الوقت ذاته هناك من يتميز عني، ومن هنا يولد الإبداع لدى الفنان عندما يترك كل شخص بصمته وأسلوبه الخاص بأي عمل فني
=ما هي أبرز اعمالك الفنية؟
= أعمال فنية كثيرة قمت بها وأعمال شاركت بها، ومن أبرزها، مونودراما “العهد” (اخراج بالإضافة إلى اعداد النص المسرحي عن رواية حارة النصارى لنبيل خوري)، الفيلم القصير “لحظات غامضة”، الفيلم القصير “لو”، أوبريت “وطن الأمل” الذي أحياه عدد من النجوم أبرزهم حسين الجسمي وأروى، مسرحية “المقامر” (تأليف وإخراج)، مسرحية “المعطف”(إاخراج بالإضافة إلى إعداد النص المسرحي عن رواية نيكولاي غوغول بالاسم نفسه) .
بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأخرى والتي آخرها برنامج نخوة الذي عرض في شهر رمضان.
+ ماذا يعني لك الفن كانسان فلسطيني يعاني عذابات النكبه؟
= الفنان جزء لا يتجزأ من المجتمع وهو مرآة لهذا المجتمع ولكل منا دوره بمجاله ومهنته فكما العسكري يحارب بسلاحه والكاتب بقلمه كذلك الفنان يحارب بفنه فالمخرج ينقل الصورة للناس ويقدمها بسلاسة وموضوعية بعيداً عن كل المحاصصات والماديات والمصالح السياسية.
الفن رسالة سامية وهو سلطة أولى في المجتمع ويمكن للمادة الفنية المقدمة أن تهدم جيل بأكملة أو تنشر الوعي بحقيقة ما يجري حولنا ولنا الخيار الوعي المجتمعي أصبح أكثر نضوجاً والمشهدية العامة لما يجري حولنا أصبحت أكثر شفافية لهذا لابد أن نكون صادقين مع الجمهور لنؤدي الرسالة بكل نزاهة وأمانة.
+ هل كانت لفلسطين وقضايا شعبها مكانه بارزه في اعمالك الفنيه؟ما هي الصعوبات التي يتعرض لها الفنان الفلسطيني في لبنان؟
لربما فلسطين هي غصة العمر ووجعها أصبح يتماهى مع كينونتنا بالبقاء والموجود.
فنحن مازوشيون بفطرتنا أصبحنا نتلذذ بالعذاب ونترجم آهاتنا بإلابداع، فمعظم الفن يترجم الصراعات الداخلية والنكبات التي توالت على مسيرتنا الحياتية وكما يقال يولد الإبداع من رحم المعاناة فهذه حقيقة فعلاً، وبالتأكيد من هذا المنطلق تعددت أعمالي الوطنية التي ترجمت ما بداخلي كفلسطيني لاجئ أولاً وفنان ثانياً سواء بطريقة طرح مباشرة أو بأسلوب رمزي.
والشعب الفلسطيني في لبنان يعاني الصعوبات والفنان هو جزء لا ينجزأ من هذا الشعب وبالطبع يعاني من الصعوبات مثله مثل أي شريحة أخرى من شرائح الشعب الفلسطيني.
+ حالة الاحباط والتراجع التي يعيشها الشعب الفلسطيني هل تشكل دافعا لليأس ام دافعا للعمل والابداع ؟
= بالطبع دافع للعمل والتقدم وليس لليأس، فكما قلنا سابقا الإبداع يولد من رحم المعاناة.
مهما كانت الصعوبات لابد من وجود فسحة أمل لنستمر بالحياة، وكما قال المسرحي السوري سعد الله ونوس”ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”
+ كيف يحقق الفنان المصور أو المخرج النجاحات الفنية البارزة ومتى يصل الى الشهرة؟
= عندما يعمل الفنان بضميره ومن قلبه ويقدم كل ما عنده من إبداع، وعندما لا يكون هدفه الشهرة ومحور تركيزه يمكن أن يصل إلى الصفوف الأولى، والأهم من هذا كله أن يبقى على الأرض متمسكاً بقيمه ومبادئ ولا يتخلى عنها مقابل صغائر الأمور، باختصار أن لا يبيع ضميره ويشتري هموم الناس.
+ما رايك بمستوى حركة التصوير السينمائي العربي عامه واللبناني خاصة؟
= الحركة السينمائية العربية في تطور مستمر، صحيح أنها بين الفترة والأخرى تنحدر ويتدني مستوى الصناعة خاصة من الناحية الفنية، لكن التطور التقني سهل العمل على شريحة واسعة ليظهروا إبداعتاهم، وفي نفس الوقت ساعد من هم غير مؤهلين ليقدموا منجزات سيئة أو لا ترقى إلى المستوى المطلوب، فهذا التطور التقني هو سلاح ذو حدين.