كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: لا يمكن التشكيك في نوايا باريس حين وافقت على مؤتمر دولي لدعم الجيش بالتنسيق مع الأمم المتحدة. لكن يمكن في المقابل الغمز من نوايا «تكبير الحجر اللبناني» حول اعتبار المؤتمر نجاحاً مسبقاً لقائد الجيش العماد جوزف عون وحده، من دون تأمين المساعدات اللازمة للجيش. فبعد انحسار الهمروجة الاعلامية، تتحدث المعلومات عن خيبة أمل متبادلة، لبنانية وفرنسية ودولية، ممّا جرى، بعدما تبين أن المؤتمر لم يخرج فعلياً بمساعدات عملية وسريعة. كل ما جرى الاتفاق عليه، وفقاً لمصادر لبنانية، «أن لجاناً ستجتمع لاحقاً بين لبنان والدول التي أبدت رغبتها في المساعدة، وحينها سيتقرر ماذا ستقدم هذه الدول».
الكلام يدور حول شهرين أو أكثر، وهذه المهلة تبدو صعبة في ظل ازدياد التدهور المالي ومعه أحوال العسكريين، وكذلك حول زيارة قائد الجيش لواشنطن وبريطانيا، المقررتين سابقاً، لكنهما أصبحتا أكثر ضرورة بعد المؤتمر ونتائجه، تضاف اليها اتصالات مع السفارات وملحقيها للضغط من أجل تسريع وتيرة الحصول على مساعدات عينية، علماً بأن معلومات ديبلوماسية تحدثت عن أن قلة من المشاركين أبدت رغبتها في المساعدة، وهي مطلوبة سريعاً. كذلك فإن غياب السعودية عن المؤتمر، كما فعلت في مؤتمر دعم لبنان، ترك أثره «المالي»، لأن باريس وغيرها من الدول الأوروبية لا تقدم مساعدات نقدية. أما السعودية، التي زار قائد الجيش جوزف عون سفيرها في بيروت وليد البخاري ونقل عنه استعداده للمساعدة، فليست معنية حالياً بتقديم أي مساعدة مالية للبنان، وتالياً لم تغير موقفها من الحضور دولياً واستثمار هذا الحضور.
أما النقطة الأكثر تقدماً، فهي أنّ باريس تريد استطلاع موقف القوى السياسية جميعاً، بما في ذلك حزب الله. فباريس وطدت علاقتها بالحزب في الآونة الأخيرة، وتحديداً منذ زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لبيروت، وهي مستمرة في التواصل معه، ولا تريد القيام بأي عمل من خارج انتظام علاقتها بالجميع، أو الظهور بموقف الاستفزاز لأي طرف. وهي تعرف أن حزب الله ليس ضد حصول الجيش على أي مساعدات، لكنها تريد القيام بجولة استطلاع شاملة في إطار حرصها على دعم لبنان ككل، والجيش من ضمن المؤسسات التي تريد المساهمة في دعمها. وهي في الوقت نفسه تواصل عملية استطلاعها مع الدول المشاركة في المؤتمر، فيما الجيش يواصل سعيه كي يحقق خرقاً حقيقياً لتأمين جزء من متطلباته، وإلا فإن خيبة الأمل ستكون أكبر، ولا سيما لدى العسكريين – الأفراد، الذين يراهنون على أن أحوالهم ستتحسن.
المصدر:
الأخبار