السائق المتهور ورحلة الموت

22 يونيو 2021
السائق المتهور ورحلة الموت
زياد الغوش
زياد الغوش

لا قانون فعلي يضبط عمل سائقي الفانات، والمواقف، فهل سألنا يوماً، عن السجل العدلي لسائق الفان؟ هل في رصيده حوادث تمنعه من الإئتمان على حياة عشرات الأشخاص يومياً، هل هو مدمن؟ وهل سألنا أيضاً عن الوضع الصحّي له وإن كان يمتلك الأهلية اللازمة للقيام بهذا العمل المضني على الطرقات.

وهل سألنا أيضاً وأيضاً إلى أيّ حد يطبق هذا السائق قانون السير، وإلى أيّ حد أيضاً تشدد الدولة على تطبيق هذا القانون لاسيما من جهة “الهاتف” واستخدامه منذ لحظة الإنطلاق حتى لحظة الوصول!

أحد سائقي فانات “صيدا- بيروت”، لا يتردد في السرعة أمام السيارات، فهو “الفحل”، الذي يدعس البنزين ليختصر المشوار بنصف ساعة.

فجر كان ضحية السائق المتهور، وتحديداً عند نقطة ازدحام السيارات على محطّات المحروقات، الا أنه حصل مشادة كلامية بين عدد من ركاب الفان والسائق لتخفيف السرعة، إلا أنه أجبهم “إلي مشمعاجبه ينزل”.

و لم تمنع السائق من تكرار سرعته، فيما كان فجر من مقعده يسمع و”يستعوذ”، وبإنتظار إنتهاء رحلة الموت بسلام.

فجر وصل إلى “الكولا سالماً.

في نفس السياق، استقلت سمر منذ يومين، أحد الفانات الطرابلسية متجهة إلى عملها في بيروت، لتختار الجلوس بجانب السائق بعيداً عن الزحمة في المقاعد الخلفية.

بعد دقائق من الصراخ على الموقف، وانتظار سمر، ومحاولة اصطياد الراكب تلو الراكب، شدّ السائق رحاله وحمل هاتفه، لتبدأ “النقلة”، التي قضى خلالها وقتاً على الواتسأب أكثر مما قضى على المقود.

أسلوب السائق غير المبالي بحياة الركاب أصاب سمر بالتوتر، لاسيما وأنّه كان في غيبوبة تامة عن الطريق، وكاد أن يقع في حادثين، ولكنّ السائق “القبضاي” لم يضع بكل تأكيد المسؤولية على إهماله وهاتفه الذي لم يأخذ “بريك” من إبهاميه، فرمى بالسباب على كل سيارة اعترضته.

المصدر خاص بيروت نيوز