بدا واضحا من مجريات الساعات الماضية أن الحدث المنتظر لم يكن عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت، بقدر ما هو الموقف المتوقع منه حكوميا بعد المشاورات التي سيجريها اولا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لمعرفة ما إذا كانت هناك آفاق لمواصلة مساعي الوساطة التي تجمّدت بسفر الحريريّ، أم أن اعتذار الرئيس المكلف سيعود كخيار إلى واجهة المشهد السياسي.
وفي رأي اوساط سياسية معنية بعملية التأليف” ان عودة الحريري هذه المرة مختلفة عن سابقاتها ، لان الضغوط الكبيرة في البلد ماليا واقتصاديا والضائقة الاجتماعية الخانقة ضيّقت الخيارات امام الرئيس المكّلف وأحرجت الرئيس بري، ومن هنا فالبحث سيكون اكثر حزما في الخيارات اللاحقة، تأليفا او اعتذارا مرفقا ب”تزكية” شخصية اخرى لتولي المسؤولية”.
واذ تؤكد اوساط بري” ان مبادرته مستمرة لان لا بديل عنها، والمسألة تتطلب صبرا للوصول الى تدوير الزوايا”، فهي اشارت الى لقاء قريب بين بري والحريري للبحث في آخر مستجدات التكليف”.
في المقابل تبدو الصورة في قصر بعبدا سوداوية بالكامل، حيث تنقل اوساط معنية عن رئيس الجمهورية قوله “ان الحريري يناور ولا يريد تشكيل حكومة، وبالتالي لا حكومة في الأفق الا بالعودة الى الاصول الدستورية المعروفة”.
وفي رأي الاوساط ” ان هناك اتجاها بدأ يتضح أكثر يوماً بعد يوم ويدعو إلى إعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال، لكن المشكلة ان الرئيس دياب يرفض بالمطلق هذا الامر”.
وتقول شخصية عملت سابقا على خط الوساطة بين عون والحريري” ان التعايش مستحيل بين الرجلين، لان الاعتبارات الشخصية باتت هي المتحكمة بسلوكهما، وكل ما يقال عكس ذلك هو من باب التجاهل او التعمية”.
وردا على سؤال عن الموقف المتكرر لعون بدعوة الحريري الى زيارة بعبدا وتقديم تشكيلة جديدة تأخذ ملاحظات عون بالاعتبار قالت الشخصية:”انها تشبه دعوة تشبه اغنية فيروز” تعا ولا تجي وكذوب عليي…وعدني انو رح تجي وتعا وما تجي”.
اما اوساط مراقبة فتعتبر ان المراوحة مستمرة لان خيار الاعتذار او التأليف خرج من ايدي المعنيين وبات مرتبطا بتطورات خارجية لا تبدو آفاقها واضحة المعالم بعد.