ما بعد الإعتذار … هل سيُفرض رئيس مكّلف “يبصم على “العميانة”؟

16 يوليو 2021
ما بعد الإعتذار … هل سيُفرض رئيس مكّلف “يبصم على “العميانة”؟

صراحة لم نعد نفهم شيئًا على هذا الصنف من المسؤولين، والذين هم فقط مسؤولون بالتسمية فقط وليس بالفعل. لم نرَ منذ فترة طويلة قد تقارب الخمس سنوات مسؤولًا واحدًا عليه القدر والقيمة. ولو وجد واحد منهم فقط، وكنا نحن ممن يُعتبرون من ضمن جوقة “خيالة الشرف” على خطأ، لكان الواقع السياسي والإقتصادي والمالي والمعيشي افضل من ذلك بكثير. ولو أن العكس هو الصحيح لكان الذين نتهمهم بأنهم غير مسؤولين أو مسؤولين من طراز “خيال الصحراء” أو “فزاعة العصافير” قد وضعوا في أعيننا ألف “وزك” وعصروا فيها حصرمًا. 

حتى هذه الساعة، وعلى رغم متابعاتنا اليومية لأدّق تفاصيل المفاوضات التي كانت تجري من فوق الطاولة ومن تحتها، لم نفهم من كان يعرقل تشكيل الحكومة ومن كان يضع العصي في الدواليب. عندما كنا نسمع الرئيس سعد الحريري كنا نعتقد أن المعرقل هو فريق رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل. وعندما كنا نقرأ بيانات رئاسة الجمهورية وما يُنقل عن الرئيس ميشال عون وما يقوله باسيل في إطلالاته التلفزيونية كنا نظّن أن الرئيس الحريري هو من يعرقل. 

فبعد الإعتذار لم يعد مهمًّا معرفة من كان يعرقل ولمصلحة من ولأي هدف. ما يهمّنا من كل هذه الخبرية أن المواطن المغلوب على أمره، وقد يكون من بين هؤلاء المواطنين الذين يُذَلون في اليوم القصير ألف مرّة من يؤيد هذا المسؤول أو ذاك الزعيم، لم يعد قادرًا على الإستمرار في “تصديق كذبة جحا”، ولم يعد يطيق هذه العيشة التي باتت محصورة في همّ تأمين “تنكة” بنزين أو ربطة خبز، أو إذا كانت الكهرباء ستأتي أم لا، بل همّه الأساسي أن يجد الدواء لمريضه الذي لا يعطيه المرض أي فرصة ثانية ولا ينتظر أن يتفق هؤلاء المسؤولون. همّه الأ يجد شبابه يحمل أحلامه وطموحاته على ظهره ويهاجر إلى “بلاد الله الواسعة”. 
ما شهدناه عقب إعلان الإعتذار من ردّات فعل على الأرض لا يوحي بأن الآتي من الأيام سيكون أفضل مما سبقه، بل أسوأ وأكثر قتامة ومقلقا أكثر من ذي قبل، إذ أن كل يوم يمرّ في غياب أي حلّ، على أي مستوى كان، سيكون مكلفًا وموجعًا، خصوصًا أن المتحكّمين برقابنا وبسعر الدولار، الذي وصل بالأمس إلى حدود العشرين ألف ليرة، لن يرعووا ولن يستكينوا قبل أن “تطلع” أرواح اللبنانيين، سواء أكانو محسوبين على هذا الفريق أو ذاك الطرف. 
الرئيس سيقبل الإعتذار، وسيدعو إلى إستشارات نيابية ملزمة بعد أن يكون قد ضمن وقوف الأكثرية النيابية إلى جانب الشخصية السنّية التي تناسبه، والتي يمكن أن تبصم على “العميانة”، والتي تشكّل تحدّيًا للحريري ولرؤساء الحكومات السابقين ولدار الفتوى. الأسماء كانت جاهزة في جعبة رئيس الجمهورية والنائب باسيل عندما كان يدفع الرئيس المكّلف دفعًا إلى تقديم إعتذاره. ولكن وبعيدًا عن الأسماء الحاضرة والجاهزة والمعلبة في مطابخ بعبدا أو “ميرنا الشالوحي”، يُطرح سؤال عن المرحلة المقبلة وإذا كان الرئيس الذي سيكّلف من دون غطاء سنّي وازن قادرًا على “التقليعة”، وإذا ما كان في إمكانه مواجهة الصعوبات والتحديات، وهل سيكون صورة مصغرّة عن الرئيس حسّان دياب، وهل سينجح في تشكيل حكومة تكون أفضل من حكومة “مواجهة التحديات”؟