التكليف الثالث: “تجريب المجرّب”!

26 يوليو 2021
التكليف الثالث: “تجريب المجرّب”!

كتبت “نداء الوطن”: يبدأ الرئيس ميقاتي اعتباراً من اليوم رحلة “الألف ميل” بخطوة أولى معلوم كيف تبدأ من قصر بعبدا لكن لا يُعرف إن كانت ستنتهي به في السراي الكبير… لا سيما وأنّ عملية تعبيد الطريق أمام تسميته اقتصرت فقط على منحه “الضوء الأخضر” من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لعبور جادة التكليف، مع إبقاء إذن “تسهيل المرور” نحو التأليف رهناً بمدى تجاوبه مع “دفتر شروط” البياضة.

وعلى هذا الأساس، تنعقد الاستشارات النيابية الملزمة الثالثة على التوالي في قصر بعبدا، بعد إجهاض تكليف السفير مصطفى أديب وإسقاط تكليف الرئيس سعد الحريري، لتفضي في محصلتها إلى تسمية ميقاتي رئيساً مكلفاً بأكثرية نيابية وازنة بعد قرار “حزب الله” صبّ أصوات كتلته في ميزان تكليفه، كما أكدت ليلاً مصادر قيادية في 8 آذار، بينما تعاملت أوساط سياسية معارضة مع التكليف الثالث على قاعدة “تجريب المجرّب”، قناعةً منها بأنّ “شيئاً لن يتغيّر في ذهنية العرقلة والمحاصصة، وما سيواجه ميقاتي هي العناوين نفسها التي سبق أن عطلت قيام حكومة الإنقاذ الإصلاحية تحت الشعارات الممجوجة عينها: وحدة المعايير وعدالة توزيع الحقائب والأسماء بين المكونات الطائفية”.
لكن بعد 9 أشهر من المراوحة ضمن حلقة التكليف والتأليف المفرغة، يبدي ميقاتي حرصه على خوض غمار التجربة بأقصر فترة ممكنة، واضعاً لنفسه سقفاً زمنياً فاصلاً بين التأليف والاعتذار، ولذلك آثر اختصار المسافات على نفسه والانطلاق في مشاوراته من “صاحب الربط والحل” في توقيع الرئاسة الأولى. إذ كشفت مصادر موثوق بها لـ”نداء الوطن” أنّ ميقاتي بادر فور عودته إلى بيروت إلى لقاء باسيل، فكان “عشاءً ودوداً بينهما السبت”، موضحةً أنّ الأجواء التي سادت العشاء “بدت مشجعة بحيث تطرق الحديث إلى جملة نقاط أساسية يمكن التفاهم عليها، غير أنّ الاتفاق الراهن اقتصر على تمرير استحقاق التكليف و”بعدين منشوف شو بيصير” في التأليف”.
ونقلت المصادر أنّ قيادة “حزب الله” كانت قد قررت التصويت لصالح تكليف ميقاتي بالتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، تأكيداً على السير بأي “خيار يحظى بغطاء الطائفة السنية”، ومن هذا المنطلق جاءت زيارة المعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين الخليل مساءً لميقاتي حاملاً له “مباركة الحزب لتسميته”، مع الإبقاء على “خط الرجعة” مفتوحاً عبر التشديد على أنّ البحث خلال اللقاء انحصر “بمسألة التكليف مع ترك النقاش في تفاصيل التأليف إلى وقت لاحق”.