اذا لم يحدث أي طارئ سيكون الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً مكلفاً اليوم تشكيل الحكومة بمجموع أصوات تتخطى الـ75 صوتاً، حيث ستتجه كتل التحرير والتنمية، الوفاء للمقاومة، القومية الاجتماعية، الطاشناق، المردة، وكتلة المستقبل، الوسط المستقل، الحزب التقدمي الاشتراكي، فضلا عن عدد من نواب اللقاء التشاوري الى تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة اليوم في قصر بعبدا، فيما تمتنع كتلتا لبنان القوي والجمهورية القوية من تسمية أي شخصية.
بري: الأجواء ايجابيةولعل الايجابية التي من الممكن ان ترتسم بعد عملية التكليف عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”الشرق الأوسط” حين قال: إن الأجواء إيجابية، مشيراً إلى أن ميقاتي هو المرشح الأوفر حظاً في ضوء مواقف الكتل المعلنة. ورأى بري أن امتناع الكتلة المؤيدة لعون وكتلة القوات عن التصويت لميقاتي، لا يمكن أن يصنف في خانة فقدان الميثاقية، معتبراً أن “لا ميثاقية في التكليف، بل في التأليف بحيث يجب أن تتم مراعاة العوامل الميثاقية عندها”. وأشار إلى أن نحو 20 نائباً مسيحياً من خارج الكتلتين قد يصوتون لصالح ميقاني، مشدداً على أن الوقت الآن للعمل من أجل تأليف حكومة تقود البلاد في هذه الظروف الصعبة، وتخفف من معاناة المواطنين وترسم طريق المستقبل.
وكان لافتاً اسقاط التيار الوطني الحر، لتسمية السفير نواف سلام في الاستشارات النيابية، أكدت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ تكتل “لبنان القوي” لن يعمد إلى تسمية أي شخصية للتكليف في استشارات بعبدا اليوم، “لا نواف سلام ولا سواه” ليكون ذلك بمثابة “بيعة” مزدوجة منه لكل من ميقاتي و”حزب الله” على حد سواء، لافتةً إلى أنّ باسيل تيقّن من أنه لن يستطيع “تقريش” ترشيح سلام في السوق الدولي والعربي، ولم يجد تالياً أي منفعة من مجرد استفزاز “حزب الله” بهذا الترشيح، ولا من إيصاد أبواب التفاهم المحتمل مع ميقاتي عبر تسمية مرشح مضاد لتكليفه.وفي المقابل، نقلت المصادر أنّ قيادة “حزب الله” كانت قد قررت التصويت لصالح تكليف ميقاتي بالتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، تأكيداً على السير بأي “خيار يحظى بغطاء الطائفة السنية”، ومن هذا المنطلق جاءت زيارة المعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين الخليل مساءً لميقاتي حاملاً له “مباركة الحزب لتسميته”، مع الإبقاء على “خط الرجعة” مفتوحاً عبر التشديد على أنّ البحث خلال اللقاء انحصر “بمسألة التكليف مع ترك النقاش في تفاصيل التأليف إلى وقت لاحق”.التأليف على الطاولةومع شبه حسم لاسم الرئيس ميقاتي بدأت الاتصالات تتفعل على اكثر من صعيد لتسهيل عملية التأليف، وفي هذا الاطار، التقى الرئيس ميقاتي كلاً من الوزير السابق سليم جريصاتي إلى ميقاتي، ناقلا رسالة من الرئيس عون، معربا عن استعداده للتعاون معه..وعلى مدى ساعتين ونصف، استضاف الرئيس ميقاتي في منزله في بيروت مساء السبت الماضي إلى مأدبة عشاء النائب جبران باسيل، وتناولت المحادثات مسألة تأليف الحكومة.وقالت لـ”الأخبار” إن لقاء العشاء بين ميقاتي وباسيل تم على “أساس واضح، وهو أن التيار لن يسمّي ميقاتي لرئاسة الحكومة، ولن يشارك فيها، ولن يمنحها الثقة… إلا إذا كان هناك ما يُبهر في تشكيلتها وبرنامجها”. وأكدت أن اللقاء “لم يتطرق مطلقاً الى تشكيلة الحكومة أو توزيع الحقائب”، وأن البحث “اقتصر على استماع ميقاتي، بناءً على طلبه، إلى رؤية باسيل لشروط نجاح الحكومة، وأن الأخير أكد أنه “ليس معنياً بالحكومة”.في هذا الوقت، علم ان ميقاتي يواصل اتصالاته بكل رؤساء الكتل ويبلغهم نيته تاليف حكومة تكنوقراط من شخصيات مستقلة غير حزبية .
