تساءل المحلل الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، عما إذا كان “حزب الله” يعلم مسبقاً بعملية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، واصفاً تحميل المسؤولين الإسرائيليين مسؤولية العملية لمجموعة فلسطينية تنشط في الجنوب بـ”المنطقي”.
وفي تبريره، قال هرئيل إنّ عدداً من الفصائل الفلسطينية وقف وراء إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل في الأعوام الماضية، مذكراً بتحميل المجموعات نفسها مسؤولية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل خلال عملية سيف القدس في أيار الفائت.
ورأى هرئيل أنّ ثمة تفسيريْن للعملية الأخيرة. أولاً، ذكّر هرئيل بعمليات إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه إٍسرائيل في الأعوام التي تلت عدوان تموز، قائلاً: “تفيد الحجة المقبولة على هذا المستوى أنّ المنطقة لا تشهد أموراً مماثلة من دون موافقة “حزب الله”، وإن بموجب غمزة فحسب”. ثانياً، تحدّث هرئيل عن فرضية أخرى تفيد بأنّ عمليات إطلاق الصواريخ المتكررة تمثّل انعكاساً للفوضى المتزايدة في لبنان في ضوء تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي.
واعتبر هرئيل أنّ التفسيريْن المحتمليْن ليسا مشجعيْن بالنسبة إلى إسرائيل. فإذا كان “حزب الله” قد سمح بإطلاق الصواريخ، فهذا يعني ان الرد الإسرائيلي لم يعد يشكّل رادعاً له ولا للإيرانيين، بحسب هرئيل. أمّا في حال كان “حزب الله” لم يسمح بإطلاق الصواريخ، فهذا يعني أنّ “المجموعات المسلحة تتحرك قرب الحدود وتفعل ما يحلو لها من دون أن يقيدّها أحد”، وفقاً للمحلل الإسرائيلي. هرئيل الذي كشف أنّ الجيش الإسرائيلي يميل إلى التفسير الثاني، حذّر من أنّ ما يجري يمثّل سياقاً لتصعيد عنيف على جبهة حساسة وغير مستقرة.
توازياً، لفت هرئيل إلى أنّ إطلاق الصواريخ من لبنان يمثّل ثاني حدث من هذا النوع في غضون أسبوعين، مبيناً أنّه يتزامن مع تصاعد التوترات في منطقة الخليج، مشيراً إلى أنّ مسيرة مفخخة “إيرانية” استهدفت سفينة شحن إسرائيلية قبالة سواحل عمان. كذلك، ذكّر هرئيل بالتقارير التي أفادت باستيلاء مسلحين على ناقلة نفط في مياه الخليج بين دولة الإمارات وإيران.
وبعد عرض التطورات هذه، حاول هرئيل ربط الأحداث ببعضها البعض، قائلاً إنّ إيران تعزز أنشطتها المناوئة لإسرائيل والغرب وتسمح لـ”حزب الله” بالقيام باستفزازات على الحدود الجنوبية عبر تشغيل الفلسطينيين لصالحه، بحسب ما يكتب هرئيل.
وتابع هرئيل مستدركاً بالقول إنّ الاستخبارات الإسرائيلية لا تملك حتى اللحظة تفسيراً مقنعاً يربط بين الأحداث في الخليج ولبنان، ولافتاً إلى أنّ التوترات في المنطقة تصاعدت مؤخراً مع تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي ومع احتمال استئناف المحادثات النووية نهاية الشهر الجاري في فيينا.
في ما يتعلق بالقراءة الإسرائيلية، قال هرئيل إنّ الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت تفترض أنّ الإيرانيين يختبرون الردود الإسرائيلية ويأملون أن يعرفوا كيف ستواجه هذه الحكومة التحديات، زاعماً أنّ هذا العبء من التوقعات قد يشجع إسرائيل على تنفيذ رد عسكري أقسى على المدى القصير أو البعيد.