تفاصيل الشراكة المصرية الصينية لإنقاذ أفريقيا

8 أغسطس 2021
تفاصيل الشراكة المصرية الصينية لإنقاذ أفريقيا


كشفت مصادر حكومية في مصر، أن القاهرة ستكون شريكا استراتيجيا للصين في توفير اللقاحات الصينية المضادة لفيروس كورونا، لصالح دول قارة أفريقيا وعدد من دول الشرق الأوسط.
وأضافت المصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الشراكة في تصدير اللقاحات تستند إلى الاتفاقية الموقعة في أبريل الماضي بين البلدين، لتصنيع لقاح سينوفاك الصيني في مصانع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات “فاكسيرا” داخل مصر.
وتتضمن الاتفاقية تحقيق هدفين، الأول تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاحات لتطعيم المصريين، أو ما يُعرف بالمناعة المجتمعية، والتي تتحقق بتطعيم أكثر من 70% من المواطنين.
ويتمحور الهدف الثاني من اتفاقية الشراكة بين مصر والصين حول تصدير الفائض من اللقاحات مصرية الصنع إلى دول أفريقية وعربية شقيقة.
ومن المنتظر، حسب المصادر، بدء تصدير اللقاح الصيني، محلى الصنع في مصر، نهاية عام 2021، أو مطلع 2022 على الأكثر، حسب الدراسات التي تجريها الجهات المعنية في مصر، مع ارتباط هذه الخطوة بالكميات الفعلية المتوفرة من لقاحات كورونا لاستخدامها داخل مصر.
وتقول مصادر بوزارة الصحة والسكان، إن الخبراء الصينين المتعاونين مع شركة «فاكسيرا» أكدوا إمكانية وصول كمية اللقاح المصنعة داخل مصر لأكثر من 300 مليون جرعة سنوياً، خاصة في ظل الاتفاق على تصنيع المادة الخام للقاح بمصر خلال عام 2022، في حين يقتصر التعاون حاليا على خلط وتعبئة اللقاح بمصر.
تعاون مصري صيني
وتعتزم الصين توفير نحو 2 مليار جرعة من لقاحات كورونا لدول العالم خلال الأربعة أشهر ونصف المتبقية من عام 2021، حسبما تعهد شي جين بينغ، الرئيس الصيني، خلال مشاركته في الاجتماع الأول للمنتدى الدولي للتعاون بشأن لقاحات كورونا، قبل أيام.
وبدوره ثمّن وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمته بالمنتدى الدولي للتعاون بشأن اللقاحات، تعاون الصين مع مصر في تصنيع لقاح «سينوفاك»، وأعرب عن تقدير مصر لتلك الخطوة.
ولفت الوزير المصري إلى ضرورة حشد مزيد من الموارد لدعم النظم الصحية بأفريقيا، كونها واحدة من أكثر المناطق تضرراً، وطالب الدول المصنّعة للقاحات بتعزيز دعمها لفريق العمل الأفريقي لاقتناء اللقاحات.
وتستهدف الحكومة المصرية تصنيع نحو 80 مليون جرعة من لقاح «سينوفاك»، بنهاية عام 2021، داخل مصانع شركة «فاكسيرا»، وذلك بالتزامن مع إنشاء مصنع جديد للشركة، وبما يدعم اتجاه مصر لتصنيع اللقاحات والتطعيمات الثمانية الرئيسية المضادة لكورونا مستقبلاً، إضافة إلى سينوفاك.
وتسملت القاهرة من الصين في مايو الماضي الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع لقاح سينوفاك في مصر، والتي تستهدف تصنيع 40 مليون جرعة من اللقاح سنويا، كما القاهرة تباعا عدة شحنات من لقاح سينوفارم الصيني لتلقيح مواطنيها.
دعم مصري لأفريقيا
ويقول صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، إن مصر ملتزمة بدعم احتياجات الدول الإفريقية في مختلف المجالات، وتحديداً في مواجهة كورونا، وسبق أن أرسلت كمية كبيرة من المساعدات الطبية والأدوية لمواجهة الفيروس إلى عدة دول بالقارة، وستركز مصر في المرحلة المقبلة على تعزيز هذا التعاون عبر توفير اللقاحات.

ويوضح نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية أن العلاقات الطيبة بين مصر والصين انعكست على اتفاق التصنيع المحلي للقاح كورونا بكميات كبيرة، وأن بدء تصدير اللقاح للدول الإفريقية سيكون مرتبطا بتلبية احتياجات مصر العاجلة والمُلحة منه أولاً.
وتسعى مصر، وفقا لحليمة، لتوفير الأدوية والمستلزمات التي تحتاجها الدول الأفريقية وفق القدرات والإمكانيات المتاحة، مع الالتزام بالتعاون في تحديث النظم الصحية للدول الإفريقية، والتحرك على المستوى الدولي لتوفير التمويل اللازم لتوفير اللقاحات للدول النامية، والتوزيع العادل لها.
ويلفت المسؤول المصري إلى أن الاتفاقيات بين مصر والدول الإفريقية ستسهل وصول اللقاحات إلى مواطنيها، لوجود ثقة أفريقية في قدرات مصر التصنيعية.
تعدد اللقاحات
وتعكف هيئة الدواء المصرية على دراسة عينات من أول مليون جرعة تم تصنيعها في مصر من اللقاح الصيني، وحسب مصادر بوزارة الصحة المصرية تحدثت إلى موقع سكاي نيوز عربية، فإن النتائج إيجابية ومبشرة، ومن المنتظر إعلان اعتماد سينوفاك فور التأكد نهائيا من فعاليته وأمانه، ثم توفيره بمراكز التطعيمات المصرية خلال أسبوعين.
وأشارت المصادر المسؤولة، إلى أن نتائج الدراسات أثبتت نجاح اللقاح في إنتاج الأجسام المضادة لكورونا داخل جسم الانسان بصورة تقليدية، ومساهمته في منع الإصابة بفعالية كبيرة، مع عمله على منع دخول المستشفيات وتقليل مضاعفات وآثار كورونا، لما يشبه «نزلة البرد العادية».
وأوضحت المصادر أن لقاح سينوفاك الصيني لن يكون الوحيد الذي توفره مصر لمواطنيها، في ظل سياساتها القائمة على تنويع مصادر اللقاحات.
ومن المُقرر أن تصل مصر أولى جرعات لقاح «جونسون آند جونسون»، الإثنين، وتوفر مصر ثلاجات مخصصة لاستقبال جرعات من لقاح «فايزر»، والمُقرر استخدامهما في تطعيم الراغبين في السفر، مع مساع مصرية لتصنيع لقاحات «سبوتنيك» الروسي، و«استرازينيكا» البريطاني محلياً، وجهود لتصنيع نحو 3 لقاحات مصرية لمواجهة الفيروس.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت أنها ستوفر نحو 146 مليون جرعة من لقاحات كورونا بنهاية العام الجاري، وهي الكمية التي تكفي لتطعيم نحو 70 مليون مواطن ومُقيم داخل مصر.
ثقة في التصنيع المصري
ويري عصام المغازي، المستشار بمنظمة الصحة العالمية ورئيس الجمعية المصرية لمكافحة التدخين وأمراض الصدر والدرن، أنه حال منح هيئة الدواء المصرية موافقة على تداول لقاح سينوفاك الصيني في مصر، سيتم توفيره للمصريين أولا.
ونبّه المغازي في حديث لموقع سكاي نيوز عربية إلى أن نسب التطعيم بلقاحات كورونا في مصر ما تزال منخفضة، ويجب تسريع عملية التلقيح بأي لقاحات معتمدة ومتاحة قبيل دخول الموجة الرابعة من الإصابات بكورونا، مع توقعات بأن تبدأ أواخر آب الجاري.
ويشير أستاذ أمراض الصدر أن أحد مميزات لقاح سينوفاك التي تعزز الثقة فيه، أنه لقاح تقليدي يعمل على استخدام فيروس مقتول أو تم إضعافه للغاية بهدف تحفيز المناعة لتكوين أجسام مضادة، على نقيض تقنيات حديثة أخرى قد يتشكك فيها البعض أو يتخوف من آثارها الجانبية، وهو ما سيسهم في نفاده حال الإقدام على تصديره من مصر إلى الخارج.