“أسبوع حاسم” حكوميًا… الاندفاعة الإيجابية على المحك

11 أغسطس 2021
“أسبوع حاسم” حكوميًا… الاندفاعة الإيجابية على المحك

بعد “الخرق” الذي سُجّل أمس، بعدم حصول لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، تعود اللقاءات بينهما اليوم، إلى وتيرتها العاديّة، بناءً على قرار اتّخذه الرئيس ميقاتي عند تكليفه، ويقضي بتكثيف “التشاور والتنسيق”، للوصول إلى التوافق المنشود.

 صحيح أنّ عدم حصول الزيارة، في موعدها المتوقّع، أمس، فُسّر سلبًا في الكثير من الأوساط السياسية، حيث قيل إنّ “الصدام” وقع بين الرجلين، وإنّ “القطيعة” مؤشّر إلى أنّ اتصالات الأيام الأخيرة لم تُحرِز أيّ “تقدّم”، ما يعني أنّ الأمور لا تزال تراوح مكانها، إن لم تكن قد تراجعت إلى الخلف.إلا أنّ الصحيح أيضًا أنّ هناك من وضع غياب الاجتماع في سياقٍ آخر، تمهيدًا لاستكمال اللقاءات بدءًا من اليوم، وذلك انطلاقًا من أنّ عدم حصول الزيارة لا يعني بالضرورة “نعيًا” للجهود الحكوميّة، بل على العكس، قد يؤشّر إلى “تريّث” بانتظار نضوج بعض المعطيات، علمًا أنّه لو صحّت فرضية أنّ الأمور أقفِلت بالمطلق، لكان السيناريو مغايرًا.

صورة “ضبابيّة”إزاء ذلك، تبدو الصورة “ضبابيّة”. ثمّة من لا يزال يتحدّث عن وجود “عقد” لم تُحَلّ بعد على خطّ التشكيل. لكن هناك من يرى أنّ هذه العقد لا تزال قابلة للحلّ، وهي لا تُصنَّف “تعجيزيّة”، أقلّه حتى إثبات العكس، ولو أنّ العارفين يعتقدون أنّ الأمور لا تزال في “المربّع الأول”، رغم كلّ الإيجابية التي يبديها الرئيس المكلّف.لعلّ ما عزّز “ضبابيّة” الصورة تمثّل في التسريبات الإعلاميّة التي تكثّفت في الساعات الماضية، وتقاطعت كلّها عند “سلبيّة” منقطعة النظير. ومع أنّ المعنيّين نفوا صحّة معظم هذه التسريبات، ولا سيّما ما أثير عن حصول لقاءات مباشرة أو غير مباشرة بين الرئيس ميقاتي والوزير جبران باسيل، فإنّ ثمّة من لا يزال مقتنعًا بمقولة “لا دخان بلا نار”، ليؤكد أنّ الأجواء السلبية تحمل في طيّاتها الكثير من “الواقعيّة”. يندرج في هذا السياق ما يُحكى عن “شروط” لا تزال تكبّل التأليف، بينها ما قيل في الساعات الماضية عن مطالبة هذا الفريق بـ”مثلّث” من الحقائب، يشمل الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية، على أعتاب الاستحقاق الانتخابي المرتقب، أو عن تمسّكه بما يتخطّى الثلث المعطّل في التشكيلة الحكوميّة، وكلّها أخبار، سواء كانت دقيقة أم لا، تدلّ على أنّ الأمور ليست على ما يرام، بالحدّ الأدنى، إن لم يكن أكثر.أسبوع “حاسم”في مطلق الأحوال، يتّفق المتابعون للشأن الحكوميّ على أنّ هذا الأسبوع سيكون “حاسِمًا” بشكل أو بآخر، سواء على الطريقة الإيجابية أو السلبيّة. ينطلق هؤلاء من أنّ الرئيس ميقاتي، وإن يرفض “تقييد” نفسه بمهلة مُعلَنة، يتمسّك برفضه الانتظار طويلاً، وهو الذي عاهد اللبنانيين بأنّه لن يتردّد في الاعتذار عن استكمال المهمّة إذا ما شعر بأنّ هناك من “يشوّش” عليه ويمنعه من الإنجاز، تفاديًا لتضييع المزيد من الوقت على البلد.وقد يكون واقع البلاد الذي يزداد “كارثيّة ومأسويّة” مع كلّ يوم يمرّ أحد “الحوافز” التي تدفع باتجاه الحسم، كيفما كان، وفي أقرب الآجال الممكنة، علمًا أنّ مشهد “الانهيار” الذي يأخذ مداه قد يكون كافيًا لترسيخ ذلك، مع تمدّد مسلسل “الطوابير” في الأسابيع الماضية، ليشمل الغاز، إلى جانب الصيدليات ومحطات المحروقات، التي عادت مشاهد “الفوضى والجنون” لتطبع يوميّاتها من جديد، بعد فترة من “الانكفاء الجزئيّ”، إن جاز التعبير. لذلك، يقول المتابعون إنّ “الحسم” قد يصبح واجبًا، لا خيارًا أمام المسؤولين والمعنيّين بتشكيل الحكومة، على طريقة “يا أبيض يا أسود”، فإمّا يختارون الاستفادة من الفرصة المُتاحة اليوم لوضع اللمسات النهائية على خريطة طريق الإنقاذ، بدءًا من تشكيل الحكومة، بمُعزَل عن الحصص، وإما تبقى المغانم هي أساس البحث، ولو “طار البلد” على الطريق، وعندها فإنّ الاعتذار يصبح “أهون الشرّين”، إن جاز التعبير.لم تقفل الأمور حكوميًا بعد. سيلتقي الرئيسان عون وميقاتي من جديد، لكنّ الأساس يبقى أن يتمخّض عن اللقاء، توافق ما، حتى لا يكون “شكليًا”، ولمجرّد إعطاء الناس بعض “الوهم” الذي لم يعد يجدي. وبانتظار حصول هذا “الأساس”، تبقى الساحة مفتوحة أمام كلّ السيناريوهات والتكهّنات، التي قد تصيب أو تخطئ…