افادت “الجمهورية”، ان لقاء الأمس بين عون وميقاتي لم يبرز ما يحسم قرب الانفراج، بل أشار الى نقاش قد يكون أمده قصيراً، وأيضاً قد يكون طويلاً. وبالتالي، الحديث عن إيجابيات مرهون بالتقدم الذي قد يفرزه هذا النقاش.
واشارت المعلومات الى أنّ الرئيس المكلّف عَكفَ منذ الجمعة الفائت على تجميع أوراقه، ومحاولة ابتداع مخارج يمكن أن تشكّل قاسماً مشتركاً بينه وبين رئيس الجمهوريّة. وعلم أنّه أجرى مروحة واسعة من الاتصالات مع القوى السياسية المعنية بالملف الحكومي، التي وجد لديها ما وصفته مصادر موثوقة، استعداداً كاملاً لتسهيل مهمته، ورفضاً لمسلسل المماطلة والدوران في حلقة المطالب والشروط على نَحو ما كان سائداً في مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري.
ووفق معلومات المصادر الموثوقة، فإنّ مختلف القوى السياسية المرشحة للمشاركة في الحكومة عبر شخصيات تسمّيها، مُجمِعة على الحاجة إلى حكومة متوازنة ليست فيها أكثرية مرجّحة لأي طرف، سواء عبر الثلث المعطل او اكثرية النصف زائداً واحداً، كما ليس فيها تمييز لأيّ طرف بِمَنحه مجموعة من الحقائب الوزارية الاساسية والحساسة، والمقصود هنا بالذات فريق رئيس الجمهورية، الذي يَلقى إصراره على وزارات الداخلية والعدل والطاقة والشؤون الاجتماعية، إضافة الى وضع فيتوات مسبقة على اسماء من طوائف أخرى قبل أن تطرح بشكل رسمي، اعتراضاً واسعاً، ليس من الرئيس المكلّف فقط، بل من سائر الاطراف.
وفي هذا السياق، وفي موازاة الأجواء الإيجابية التي جرى ضَخّها في الساعات الاخيرة من القصر الجمهوري بأنّ الأمور ليست مقفلة، ورئيس الجمهوريّة منفتح على نقاش إيجابي مع الرئيس المكلف لبلوغ غاية تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، جدّدت اوساط قريبة من الرئيس المكلف التأكيد على انّ ميقاتي يعتبر أنّ فرَص تأليف الحكومة قائمة، والمطلوب هو السرعة وليس التسرّع، ولن يعدم وسيلة الّا ويقوم بها في سبيل تحقيق هذه الغاية. ومن هنا، لا ينبغي إطلاق الأحكام
المسبقة، وكما سبق وقال فإن الأمور في خواتيمها.
ورداً على سؤال، رفضت الاوساط تحديد مَكمن العقدة او العُقَد الماثلة في طريق التأليف، واكتفت بالقول: لا ينبغي أن تكون هناك أي عقدة مُستعصية. وبالتفاهم والتعاون يمكن أن نتجاوز أي صعوبات؟
في هذا الوقت، عكست أجواء عين التينة أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري يأمل في تفاهم الرئيسين عون وميقاتي على حكومة في أسرع وقت ممكن، حيث لم يعد هناك أيّ موجب للتأخير، بل انّ التعجيل صار أكثر من ضرورة مُلحّة وواجبة، خصوصاً بعد الانهيارات المتتالية التي يشهدها البلد على كل الصعد.