مَنْ يوقف زحف الأزمة إلى العمق أكثر؟ هو سؤال يسأله المواطن اللبناني تزامنًا مع استمرار عملية التشكيل الحكومي. فحتى الآن لا حلول في الأفق وحالة المواطن الصحية والمعيشية والاقتصادية في خطر في ظل فقدان الدواء والمازوت والبنزين والخبز ورفع الدعم عن المحروقات وارتفاع أسعار السلع…
الظلام بات يعم في كل مكان والذي ينذر بالكارثة الكبرى أنه بات يقترب من المستشفيات وهو على بعد أيام قليلة منها.
نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون أشار لـ”لبنان 24″ إلى أن “الشركات الموزعة للنفط لم تسلم مادة المازوت إلى المستشفيات إلا بكمية قليلة لأنها لا تعلم على أي سعر يجب أن تسلم”، لافتًا إلى أنه تم تسليم كمية غير كافية من قبل مصفاة طرابلس والزهراني وهناك العديد من المستشفيات بدأت تبلغنا أن مادة المازوت التي تمتلكها تكفي لمدة يومين أو ثلاثة لأبعد تقدير،والمشكلة أن المصافي السبت والأحد لا تفتح والإثنين يوم عيد لذلك فخلال 3 أيام لا يوجد تسليم للمازوت”.
وقال هارون: “يبلغ عدد المستشفيات التي أفادت أن المازوت سينفد لديها نحو 5 مستشفيات وهي تفضل عدم ذكر أسمائها عبر الإعلام لكي لا تحدث بلبلة في أوساط المرضى”، لافتًا إلى أن “هناك مرضى يغسلون الكلى وهناك مرضى يعيشون على التنفس الاصطناعي، لذلك هناك كارثة في حال لم يتم تأمين المازوت”.
توازيًا، تطرق هارون إلى مسألة رفع الدعم عن المحروقات، لافتًا إلى أن الموظفين لا يستطيعون أن يستمروا في أعمالهم بعد رفع الدعم عن المحروقات في ظل الرواتب التي يتقاضونها وبدل النقل ولا أحد يظن أن القطاع الاستشفائي يستطيع أن يستمر تزامنًا مع هذا الواقع فهو يغرق”.
وأكد أن “هناك مئات الموظفين يتركون أعمالهم بسبب الوضع المعيشي السيء الذي وصلنا إليه من ممرضين وأطباء إلى تقنيين ومحاسبين وإداريين”.
وأضاف أن “المستشفيات سوف تزيد أسعارها في ظل هذا الواقع” (ما يؤثر سلباً بطبيعة الحال على الطبقة الوسطى والفقيرة من المرضى بالأخص فئة غير المضمونين التي لن تكون قادرة على الدخول إلى المستشفى في حال زيادة الأسعار بشكل كبير).
وأشار هارون إلى أن هناك مشكلة جديدة تطال موظفي المستشفيات تكمن في أن “المستشفيات وطّنت رواتب موظفيها عند المصارف ولكن حاليًّا هناك عددًا كبيرًا من المصارف تطلب من المستشفيات أن ترسل لها أموال “كاش” لكي تستطيع أن تدفع للموظفين مع العلم أن هناك ملاءة في حساب المستشفيات لدى المصارف”، لافتًا إلى أن “تبرير الأخيرة يكمن في أن مصرف لبنان يتشدد عليها في هذا الموضوع ويطلب منها السير بهذه الإجراءات. ولكن هذا يعني أن موظفي المستشفيات لا يستطيعون أن يستحصلوا على رواتبهم لأن غالبية “مقبوضات” المستشفيات من قبل الجهات الضامنة هي عبارة عن تحويلات و”شيكات” وحتى الشيكات هناك قيود عليها ولا يسددها المصرف نقدًا والنتيجة أن لا رواتب للموظفين”.
وأكد هارون أن “المستشفيات في المقابل في حال استمر هذا الوضع سوف تتخذ قرارًا بعدم استقبال موظفي المصارف وأهاليهم حتى لو لديهم تغطية من الجهات الضامنة إلا إذا دفعوا نقدًا قبل دخولهم إلى المستشفى على قاعدة “العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم”.
من جهة أخرى، تحدث هارون عن ملف المستلزمات الطبية فرغم موافقة مصرف لبنان على صرف 37 مليون دولار لشرائها، أشار إلى أن هناك “نقصًا كبيرًا” فيها و”في حال وجدت فنستحصل عليها بأسعار خيالية بالرغم من الدعم فنحن نبهنا أن طريقة الدعم خاطئة وعوضًا عن دعم التاجر لا بد من دعم الضمان الاجتماعي ووزارة الصحة وغيرها من الجهات الضامنة”.
وعن التخوف من رفع الدعم عن المستلزمات الطبية، قال: “عمليًّا أين الدعم؟ لا يوجد دعم، فوكلاء الأدوية يقولون أنهم مودعون ما يوازي 600 مليون دولار في مصرف لبنان حتى يحولهم مصرف لبنان للمصانع التي يتم الاستيراد منها في الخارج لكن مصرف لبنان لم يحولهم والمصانع بالخارج حاليًّا لا تسلم أي مستلزمات طبية للوكيل قبل أن يسدد المستحقات السابقة، فعن أي دعم نتكلم؟!”.
إذًا دعم المستلزمات الطبية في هذه الحال” وجودو متل قلتو” – الظلام يقترب من المستشفيات – الموظفون بلا رواتب – المسؤولون غائبون و” العترة بتبقى على المواطن الغلبان”.