زيارة دمشق ملتبسة

5 سبتمبر 2021
زيارة دمشق ملتبسة

بين الطرح للرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتشكيلة حكومية من 14 وزيرا وبين الزيارة الأولى لوفد حكومي لبناني لدمشق منذ نحو عشر سنوات توزع المشهد الداخلي امس فيما ينتظر ان تشكل الأيام الطالعة مع بدء الأسبوع الجديد محطة مفصلية لجلاء غموض المسار الحكومي كما التحركات الآيلة الى تخفيف وطأة الازمات الضخمة التي تثقل على اللبنانيين . ولكن ما لا يمكن تجاهله في هذا السياق هو “الزلة” المتعمدة او العفوية لا فرق التي واكبت زيارة الوفد الوزاري اللبناني لدمشق التي وعلى رغم الالتباسات الكبيرة شكلا ومضمونًا التي أحاطتها في الأصل زادتها التباسا اذ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وقبل ان تنتهي الزيارة وبعدها بمشهد أعضاء الوفد اللبناني برئاسة نائبة رئيس الوزراء وزيرة الخارجية والدفاع زينة عكر يجلسون في مكتب نقطة جديدة يابوس الحدودية ويستقبلهم وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وسط علمين سوريين ولم يرفع أي علم لبناني وفق ما يمليه البروتوكول الامر الذي عد إهانة ديبلوماسية وسيادية للوفد الذي صمت على هذه الإهانة .

ولا تزال نتائج هذه الزيارة غامضة وتحتاج الى مزيد من التوضيحات خصوصا انها محاصرة بمجموعة قضايا ملتبسة لجهة الجانب التفاوضي المتعلق باستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاْردن الى لبنان عبر الأراضي السورية او لجهة الاخذ بالاعتبار الموقف الأميركي لجهة العقوبات ثم ان الجانب اللبناني لا يقف على ارض ثابتة مع حكومة تصريف اعمال وعدم ارسال الوفد بتفويض واضح من مجلس الوزراء . ومع ذلك حاولت دمشق توظيف الخطوة بإظهار جانب دعائي إيجابي اذ اعلنت انها وافقت على طلب لبنان تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية. وأعلن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني- السوري، نصري خوري، أن دمشق وافقت على طلب الجانب اللبناني السماح بتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان.

وعلى وقع ازمة المحروقات، تم إقفال خط الساحل بيروت باتجاه الجنوب بسبب السيارات المتوقفة عكس السير على محطة كورال في منطقة الجية. كما تم قطع الأوتوستراد الشرقي عند حسبة صيدا احتجاجاً على شح البنزين، واعيد فتحه في وقت لاحق. وشمالا قطع محتجون طريق سكة الشمال عند مدخل جبل محسن بسبب إغلاق محطة للمحروقات كانت تقوم بتعبئة مادة البنزين لأهالي المنطقة.