كتبت” النهار”: ازمة تأليف الحكومة اتخذت مجدداً في الأيام الأخيرة طابعاً شديد الالتباس ينذر بانزلاقها إلى ذروة التأزم بما يصعب معه التكهن سلفاً ومسبقاً بما سيكون عليه المشهد السياسي بدءاً من اليوم تحديداً. فإذا كان بعض الأوساط السياسية يتحدث عن الساعات المقبلة كموعد مفصلي لاستشراف معالم الأزمة واحتمالات تعويم الجهود والوساطات، فإن المناخ المتشائم الذي لفّ مسار التاليف بدا كافياً لعدم توقع أي اختراق جدي في الجدار المسدود .
وتبعا لذلك فإن المعطيات التي تجمعت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، أشارت إلى عدم تجاوز العقبات المستعصية التي حالت دون استيلاد تركيبة الـ 24 وزيرا التي تدور حولها المفاوضات والوساطات والمماحكات والتي بلغت حدود الاختناق عند وزارتين فقط كانتا عنوان السعي المكشوف لحصول العهد على الثلث المعطل.
وانطلاقا من ذلك فإن ما ساور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من اتجاه إلى طرح تركيبة الـ 14 وزيرا الذين بعضهم من الأقطاب، كما كشفت ذلك “النهار” السبت الماضي، بدا بمثابة انعكاس خطير لبلوغ محاولات الاختراق حافة اليأس لأن هذه التركيبة أيضا محفوفة بالاخفاق ولن تتحقق حولها التسوية السياسية. لذا فإن دوامة الدوران في الحلقة المفرغة ظلت وحدها تهيمن على المشهد الحكومي في انتظار ما سيتبين من تطورات في الساعات والأيام الطالعة علما أن كل السيناريوات بدت مفتوحة امام هذا الانسداد. وتحدثت معلومات عن تزخيم جديد لمعالجة عقدة الثلث المعطل وأن اليومين المقبلين سيشهدان محاولات جديدة ربما يدخل معها وسطاء اخرون على الخط.