أعلنت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، نجاة رشدي، عن تخصيص 6 ملايين دولار أميركي من الصندوق الإنساني للبنان بهدف ضمان استمرارية تأمين خدمات الرعاية الصحية الملحة التي تأثرت بشكل ملحوظ بأزمة الوقود المستمرة في البلاد. وسيكمّل ذلك مبلغ 4 ملايين دولار أميركي سيتم أيضاً تخصيصه من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ لدعم خدمات المياه.
وقد جاء هذا الإعلان في ظلّ النقص الحادّ في الكهرباء والوقود الذي يشهده لبنان حالياً، مما يهدد توفُّر الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والمياه، ويضع مئات الآلاف من العائلات على شفير كارثة إنسانية.
ويهدف هذا المبلغ الجديد المخصص من احتياطي الصندوق الإنساني للبنان إلى تسهيل حصول مقدمي الخدمات الصحية المنقذة للحياة على الوقود، بما في ذلك 246 مركزًا للرعاية الصحية الأولية، و554 مستوصفًا و65 مستشفاً، بما يضمن استمرارية عملهم على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة. كما سيتم دعم المستودعات المركزية ومراكز التوزيع على مستوى الأقضية التي يتم استخدامها للحفاظ على عملية التبريد والتخزين الآمن للسلع الصحية الأساسية، مثل اللقاحات وغيرها من الأدوية الهامة التي يجب حفظها في درجات حرارة معينة، وسيتم توزيع الوقود مباشرة على تلك المنشآت والمراكز.
وقالت رشدي: “زادت أزمة الوقود المستمرة من حدّة المصاعب التي تواجهها الفئات السكانية الضعيفة والتي تعاني بالأصل من النتائج الوخيمة للأزمات المتفاقمة في البلاد. وبفضل مساهمات الجهات المانحة السخيّة، واستكمالاً للتخصيص المقدّم من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، سيمنح الصندوق الإنساني للبنان دعمًا إنسانيًا استثنائيًا مُحدَّد زمنياً، بهدف ضمان استمرار الخدمات الصحية الحيوية في البلاد لفترة لا تتعدّى الثلاثة أشهر”.
وأضافت قائلةً: ” تشكل هذه المبادرة دعماً طارئاً لمرة واحدة فقط، ولن يتم تمديد هذا الدعم لأكثر من ثلاثة أشهر كحدّ أقصى. وتبقى مسؤولية ضمان توفير الخدمات الأساسية بصورة مستمرة، بما في ذلك الرعاية الصحية وتوزيع المياه، على عاتق الحكومة اللبنانية. وبالتالي، لا بدّ من مضافرة الجهود في سبيل تنفيذ حلول مستدامة لأزمة الطاقة المستمرة، وفي أقرب وقت ممكن”.
وتُعدّ التدخلات المدعومة من الصندوق الإنساني للبنان جزءًا من خطة الاستجابة للطوارئ في لبنان لعام 2021-2022، وهي خطة إنسانية محددة زمنيًا تهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للفئات السكانية الأكثر ضعفاً والمتضررة من الأزمة المستمرة.
والصندوق الإنساني للبنان هو صندوق وطني مُشترك تقوده منسقة الشؤون الإنسانية في لبنان ويديره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وقد تم إنشاء هذا الصندوق في عام 2014، بهدف دعم التوزيع الاستراتيجي للمساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً في لبنان، وذلك بصورة فعالة، سريعة، وقابلة للمحاسبة.
وتكمّل مخصصات الصندوق الإنساني للبنان مبلغ الأربعة ملايين دولار أميركي المُخصَّص من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، والذي أعلن عنه وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، خلال زيارته للبنان في 31 آب 2021. ويهدف تمويل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ إلى تسهيل عملية وصول منشآت المياه إلى الوقود، بما أنها تخدم 2.3 مليون شخص في مختلف أنحاء لبنان.