في حال اقتربت من مرآة وأخرجت الزفير من أنفك، فستتسبب بظهور الضباب عليها، وستتجمع علامتان من بخار الماء على السطح، واحدة لكل فتحة أنف.
ولكن علامة واحدة ستكون أكبر من الأخرى، لأن الناس يتنفسون في الغالب من فتحة أنف واحدة في كل مرة. فلماذا نادرا ما نتنفس من فتحتي الأنف معا؟.
يقول الدكتور مايكل بينينغر، طبيب الرأس والرقبة في عيادة كليفلاند، إنه في أي وقت، يقوم الناس بحوالي 75٪ من تنفسهم من إحدى فتحتي الأنف و25٪ من فتحة الأنف الأخرى. ويجري تبديل فتحة الأنف المهيمنة على مدار اليوم، وهذا ما يسمى بالدورة الأنفية.
وعلى الرغم من أننا لا نلاحظ ذلك في العادة، فإن إحدى فتحتي الأنف تصبح محتقنة أثناء الدورة الأنفية وبالتالي تساهم بشكل أقل في تدفق الهواء، بينما تتخلص الأخرى من الاحتقان.
وفي المتوسط، يتغير نمط الاحتقان كل ساعتين تقريبا، وفقا لدراسة صغيرة نُشرت في مجلة PLOS One.
ويميل الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى إلى قضاء المزيد من الوقت في تفضيل فتحة الأنف اليسرى، وفقا للدراسة.
وقال بينينغر إنه لا يوجد أحد متأكد من سبب حدوث الدورة الأنفية. ولكن نظرية شائعة واحدة تقول: “يعتقد بعض الناس أن الأمر يتعلق بالسماح للرطوبة بالتراكم على جانب واحد حتى لا تجف كثيرا”.
وأوضح أن معظم الناس ليسوا على دراية بالدورة الأنفية. ومع ذلك، قد يصبح أكثر وضوحا أثناء النوم. وإذا استلقى الشخص على جانبه الأيمن، على سبيل المثال، فإن الجاذبية ستؤدي إلى احتقان فتحة الأنف السفلية – فتحة الأنف اليمنى – لتصبح أكثر احتقانا. وإذا حددت الدورة أن فتحة الأنف اليمنى تكون محتقنة بشكل طبيعي في ذلك الوقت، فلا يوجد تأثير ملموس. ولكن إذا جعلت الدورة الأنفية فتحة الأنف اليسرى أكثر احتقانا وكانت فتحة الأنف اليمنى محتقنة بسبب النوم الجانبي، فقد يكون التنفس صعبا وقد يستيقظ النائم.
وعادة، يلاحظ الناس الدورة فقط إذا كان لديهم انسداد ثابت في جانب واحد من أنفهم، كما أشار بينينغر.
وعلى الرغم من أن أنفك قد يصاب بالاحتقان عند إصابتك بنزلة برد، إلا أن هذا ليس بسبب دورة الأنف. وبشكل عام، يتم احتقان فتحتي الأنف عندما تكون مريضا، لذلك ستواجه صعوبة في التنفس من خلال أنفك بغض النظر عن الدورة، كما قال بينينغر.
وهناك طرق لإزالة احتقان كل من فتحتي الأنف في وقت واحد، والتي يمكن أن تدفع الشخص مؤقتا إلى التنفس بشكل متساو حتى تستأنف الدورة الأنفية. وقال بينينغر إن الأدوية مثل بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان، وكذلك التمارين الرياضية، يمكن أن يكون لها التأثير نفسه.