خصص المهندس سامح فؤاد قطعة أرض في الجيزة في مصر لزراعة أشجار التوت عالية الجودة والمعروف أنها تجتذب دود القز الذي ينتج -بعد دورة حياة مدتها 28 يوما- شرنقة من الحرير الطبيعي الذي يمكن جنيه واستخلاصه في غضون أسبوع.
ويقول إن شركته التي تعمل على نطاق صغير حققت ربحا، كما وفرت فرص عمل لصغار المزارعين. لكنه يعتقد أن جهدا أكبر يجب أن يبذل ليتمكن المنتجون المحليون من تلبية الطلب في البلاد.ويضيف فؤاد أن مشروع الحرير من المشاريع الجيدة جدا في مصر وأن من السهل جدا على الشباب إطلاقه، ويشير إلى أنهم يقدمون دورات تدريبية بشأن إطلاق مثل هذه المشاريع.ويؤكد فؤاد أن غرضهم الأساسي اجتماعي وإنتاجي، لكنه أوضح أن لو تم إنشاء مزارع كثيرة في مصر سيكون “عندنا كمية اقتصادية للتصدير ونقدر (نستطيع)” تصدير الحرير إلى الخارج.
وتنتج مصر نحو 1.5 طن من الحرير الطبيعي سنويا، لكن هذا لا يمثل سوى نسبة ضئيلة جدا من حجم الاستهلاك السنوي؛ مما يترك فجوة كبيرة غالبا ما تسد بالاستيراد.وإنتاج الحرير مشروع مكلف يتطلب عددا كبيرا من العمال إلى جانب المعرفة بالتكنولوجيات الحديثة التي ما زالت غير معروفة للكثيرين.إنتاج مصر من الحرير الطبيعي لا يمثل سوى نسبة ضئيلة جدا من حجم الاستهلاك السنوي (رويترز)تحدياتويؤكد محمد القطان -الذي يملك ورشة تنتج السجاد اليدوي- أنه لا بد من تكثيف زراعة التوت بكميات، كي يتم تربية أعداد كثيرة من دود القز، فضلا عن التحدي التكنولوجي.ويضيف القطان أن السجاد اليدوي المصنوع من الحرير هو الأغلى بين أنواع السجاد لأنه ينسج من حرير مستورد من الصين.ويتابع أن سجادة واحدة مصنوعة من الحرير قد تبلغ تكلفتها من المواد الخام فقط قبل صبغها نحو 9 آلاف جنيه (572.5 دولارا) وتصل تكلفتها إلى 16 ألف جنيه بعد إضافة بقية تكاليف الإنتاج، وتساءل قائلا “طيب أنا هابيعه بكام ومين هيشتريه”.وألغت وزارة المالية المصرية العام الماضي 2020 التعريفات الجمركية على بيض دود القز لدعم الإنتاج المحلي، لكن المنتجين يقولون إنه يتعين بذل المزيد لإطلاق هذه الصناعة على مستوى البلاد لخفض الصادرات.