أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل ان لبنان واقع تحت الاحتلال الايراني وزيارة وزير الخارجية الايرانية اشبه بزيارة جنرال الى المواقع التي كسبها فجال على رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب لتفقد المواقع السياسية التي سقطت بيده بفعل استسلام المنظومة وتسوياتها.
وأكد الجميّل ان الوقت حان لنزع الشرعية السياسية عن هذه الوصاية عبر تغيير مجلس النواب في الانتخابات المقبلة واختيار الأكفاء الوطنيين القادرين على إنقاذ لبنان، مشدداً على ضرورة إشراك المغتربين في العملية دون تمييز بينهم وبين المقيمين. كلام رئيس الكتائب جاء خلال زيارة إلى أقليم زحلة الكتائبي جرى في خلالها تكريم عدد من الخمسينيين كما أقيمت مراسم قسم اليمين لعدد من المنتسبين الجدد في “فندق قادري الكبير”، بحضورأمين عام الحزب سيرج داغر ورئيس الاقليم شارل سابا وحشد من اعضاء المكتب السياسي ورؤساء الأقسام وأعضاء مصلحة التكريم الحزبي.
وقال رئيس الكتائب: “هذه المنطقة كانت ولا تزال مثالاً في الصمود والعطاء من اجل لبنان، والمكرمون اليوم هم خميرة ونموذج عن روح النضال والتمسك بالأرض والدفاع عن زحلة في كل الأوقات الصعبة التي مرت بها وفضلهم كبير على الجميع.”ورحّب الجميّل بالمنتسبين الجدد من كل الطوائف الى حزب الكتائب، مشيراً الى ان مسيرتهم ستكون من الأصعب لأنها تقتصرعلى العطاء من دون مزايدات ومن دون مقابل، من أجل لبنان وأهم ما فيها ان الكتائبي يستطيع ان يسير في لبنان ورأسه مرفوع لأنه لم يتنازل عن شيء، بل واجه وصمد وما يزال. وتابع الجميّل: “نقول بكل وضوح لكل لبناني يؤمن بسيادة لبنان واستقلاله وبالدولة القوية، القادرة والعادلة، ولكل لبناني يؤمن بحياد لبنان عن صراعات المنطقة وبحق كل مواطن بالحياة الكريمة في لبنان، نقول له انه اخ ورفيق لنا بمعزل عن المنطقة او الطائفة التي ينتمي اليهما. وذكّر الجميّل كيف ان جيش الاحتلال السوري حاول تركيع زحلة بالسلاح فإذا به يركع هو، وأكد ان المقاومة اللبنانية التي رفضت الاستسلام والتنازل والقيام بتسويات مستمرة عبر حزب الكتائب اللبنانية. وأضاف رئيس الكتائب: “اليوم نمارس صموداً من نوع آخر، بعدم الخضوع للتهديد والاغراءات ولمن يحاول استعمال السلاح مجددا” لتركيع الشعب اللبناني والدولة اللبنانية، وعدم الرضوخ لمنطق التجارة في العمل السياسي حيث لا مكان للمبادىء وحيث لا يجد تجار السياسية سوى البيع والشراء. اما حزب الكتائب فهو موقع الصمود والشرف والمبادىء وحب لبنان دون مقابل. وأردف رئيس الكتائب: “يحاولون إضعاف من يتمسك بالقيم في مقابل تقوية اصحاب الصفقات والتسويات الذين يُشترون بمركز او مقعد، لمنع الشعب اللبناني من إنتاج حياة جديدة نظيفة، بشخصيات وأحزاب لا تخضع للمساومة، لأنهم لا يستطيعون شراءها او تهديدها. وتابع رئيس الكتائب في موضوع الكهرباء وقال: “كيف يمكن في العام 2021 وبعد 13 سنة على استلامهم وزارة الطاقة ان يحصل اللبنانيون على صفر كهرباء او في أفضل الأحول على ساعتي تغذية؟ وبأي منطق سنرضى بهؤلاء لبناء بلد؟ واضاف: “هؤلاء فشلوا وحان الوقت لأن يرحلوا بعدما سلموا لبنان وقراره الى إيران بتسوية معيبة عام 2016 عندما قرروا انتخاب مرشح حزب الله الى رئاسة الجمهورية، واليوم نحن رهينة في يد إيران. وأردف الجميّل: “يأتي وزير خارجية إيران إلى لبنان ويقوم بجولة تفقدية كما لو كان جنرالاً يتفقد المواقع العسكرية المتقدمة التابعة له بعدما تفقد المواقع السياسية التي احتلها من رئاسة الجمهورية الى رئاسة مجلس الوزراء الى رئاسة مجلس النواب. واعتبر الجميّل أن لبنان اليوم واقع تحت وصاية ايرانية عزلت لبنان عن محيطه وصداقاته واوصلته الى المكان الذي وصل اليه بالتواطوء مع الطبقة السياسية التي رضيت ان تسلمه اوراقها. وتابع: “نحن ككتائبيين يشرفنا ان نقول ان ما نقوم به اليوم هو مقاومة هذا الاحتلال الى جانب كل الأصدقاء والشرفاء الذي وصلوا الى نفس الخلاصة لتحرير قرار بلدنا. وإذا كنا اليوم لا نستطيع ان نحرر بلدنا من الجيش المحتل الا اننا نستطيع ان نحرره من الشرعية التي تغطيه في المجلس النيابي وهذا ما سيحصل في الانتخابات المقبلة وهذه بداية المعركة. ورأى رئيس الكتائب ان التحدي في الانتخابات المقبلة، هو محاسبة كل من يدعم هذا السلاح او يحميه او ساهم في سيطرته على لبنان، والاتيان بأشخاص لا يساومون ولا يكذبون ولا يستسلمون، مؤكداً ان الكتائب ستخوض المعركة في كل لبنان مع كل حلفائناً ابتداءً من زحلة قلعة الصمود. واضاف: “المطلوب التحضر لخوض المعركة على الرغم من الظروف الصعبة ومن كل الكلام الذي يقال حول ان لا شيء سيتغير وان الطاقم القديم سيعود نفسه، وهذه ليست سوى دعاية يومية تقوم بها السلطة السياسية لاحباط اللبنايين ودفعهم الى اليأس او وضعهم امام ثلاثة خيارات، اما الهجرة، او الاستسلام او اللجوء الى من يمكن ان يقدم له المساعدات والخدمات. واكد رئيس الكتائب ان كل الاحصاءات تؤكد ان التغيير حتمي في هذه الانتخابات، وان أكثر من 55% من اللبنانيين الذين اقترعوا في المرحلة السابقة، لن يصوتوا لنفس الأشخاص معتبراً ان الفرصة امامنا كبيرة. اضاف: “يحاولون اليوم الهروب من المحاسبة عبر التلاعب بالانتخابات ان عبر تقريب موعدها، او العمل على الغاء اصوات المغتربين بكل الوسائل، مؤكداً على حقهم في ان ينتخبوا المقاعد ال 128 وليس ان يكونوا محصورين بستة مقاعد. ولفت الجميّل الى ما قاله الوزير باسيل الى المعترضين على طرح المقاعد الستة من انها “لا تقدم ولا تؤخر” في الوقت الذي يصر فيه على مشاركة المغتربين الذين يبلغ عددهم بحسب قوله 12 مليوناً. وتابع: “بحسبة بسيطة يتبين لنا اننا نخصص المغتربين بـ 6 نواب اي نائب لكل مليوني شخص والمقمين، وعددهم 4 ملايين بـ 128 نائباً، اي نائباً لكل 33 الف مقيم وهذا ليس عادلاً.واكد الجميّل ان كل محاولات العرقلة التي تضعها المنظومة تنبع من خوفها من التغيير، من الغاء هيئة الإشراف على الانتخابات والمراقبة الدولية على العملية، والغاء الميغاسنتر التي تسمح للبنانيين بمشاركة أكبر. ومن هذا المنطلق علينا المثابرة وعدم الاستسلام، فالأرض لنا والبيوت لنا والعائلات اللبنانية من حقها ان تبني بلداً على مستوى طموحها.