كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”:تشكل عودة التيار الكهربائي ولو جزئياً، همّا في الديبلوماسية الأميركية المتحركة في لبنان، وقد يكون مستغرباً، للوهلة الأولى، دخول الأميركيين في هذا الملف الحياتي. إذ إن هناك إصراراً على تأمين بين 10 و14 ساعة كهرباء، في شكل ثابت، من الآن وحتى نهاية العام الجاري.
التدخل الأميركي مع العواصم العربية ومع مسؤولين في لبنان، هدفه وضع خطة عمل سريعة والضغط لتأمين الكهرباء بالحد المتوسط المطلوب. وهذا الضغط لا يزال مستمراً، لأنه في نظرهم سيكون الخطوة الأولى على طريق تجفيف منابع التوتر، إذ يسهم في تخفيف أعباء اللبنانيين بما في ذلك العناصر الأمنيين الذين بات وضعهم الاجتماعي مكشوفاً أمام كل الدوائر الديبلوماسية التي تدرك خطورة تدني رواتبهم.يحاول الأميركيون في شكل واضح تأمين جزء من الاستقرار الاجتماعي، بعدما ظهر العجز في فرض الاستقرار عن طريق المؤسسات الرسمية. وهذا يعني اعترافاً ضمنياً أن الهدف الأساسي لإيجاد حلول طويلة الأمد للأزمة اللبنانية ككل، ليس موضوعاً اليوم على جدول أعمال أي عاصمة إقليمية أو دولية. لا بل إن مسار دول الجوار لا يوحي بأن أحداً يطرح حلولاً مستدامة للأزمة الراهنة. لذا تذهب المعالجات إلى تجزئة الملفات ومنها وقف التدهور الاجتماعي والاقتصادي في انتظار أول استحقاق سياسي يتمثل بإجراء الانتخابات النيابية خلال أشهر قليلة. وهو ما تعول عليه واشنطن كي يكون قاعدة أساسية للتغيير في شكله الواسع. على رغم أن الذين يتعاطون في الشأن الانتخابي لا يعولون كثيراً على هذا التغيير المنتظر، هذا إذا لم يتم تطيير الانتخابات. لكن الوجهة الأميركية لا تزال تنظر إلى الانتخابات كاستحقاق لا بد منه، بتوافق مع العواصم الأخرى التي ترعى عادة الشأن اللبناني. وتحاول أن ترمم ما يمكن ترميمه من معالجات اقتصادية، ولو اقتضى الأمر مزيداً من الضغط على دول الجوار للمساعدة. لكنها حتى الآن لا تزال تعتبر أن السعودية خارج هذه الدائرة، في انتظار جلاء موسم الانتخابات.