قد يكون الحزب التقدمي الاشتراكي من الاحزاب الاساسية التي ستواجه تحديات جدية في الانتخابات المقبلة، ان من حيث التمثيل الشعبي والحضور في صناديق الاقتراع، او من حيث التحالفات والحضور السياسي والنفوذ الداخلي.
رئيس الحزب وليد جنبلاط يدرك جيدا طبيعة المعركة سياسيا، ولديه خبرة طويلة في ادارة المعركة الانتخابية لذلك فهو يدير عملية تشكيل اللوائح من دون ان يمس بما حققه نجله تيمور على صعيد الوراثة السياسية.
اولى تحديات الحزب الاشتراكي هو المجتمع المدني، وعلى الارجح فهو يرغب بإبعاد “هذا الخطر” عن المناطق الدرزية، اي انه لا يريد ان يظهر له تحد جديد ينافسه على الشارع الدرزي معتمدا على خطاب له قابلية جدية للاستقطاب، من هنا بدأ قبل اشهر تمهيد الارضية لخوض معركة رابحة ضد قوى الثورة بشكل اساسي.
انتخابيا، يرى جنبلاط ان عقد تحالف سياسي واسع في اقضية الجبل كفيل بتحسين ظروفه الانتخابية واضعاف المجتمع المدني وهذا ما توافق وتقاطع مع توجهه السياسي الحالي القائم على المهادنة العملية، لذا كانت المفاوضات مع التيار الوطني الحر.
لكن هذه المفاوضات التي تهدف الى عقد تحالف في الشوف وعاليه تعرضت لعراقيل واخفاقات كثيرة ما قد يدفع جنبلاط الى خوض الانتخابات في وجه القوى السياسية التي تخاصمه والحراك الشعبي في آن واحد، وهذا ما كان يحاول تجنبه.
الازمة الثانية التي ظهرت امام جنبلاط هي عدم قدرته على الحصول على ضمانات حول المقعد الدرزي في دائرة بيروت الثانية، اذ يبدو ان حزب الله يرغب بأن يكون من حصة لائحته لمنحه، إما للحزب القومي او للحزب الديمقراطي.
في ظل كل هذه التحديات التي تواجه جنبلاط من “قوى الثامن من اذار”، لا يبدو ان التحالف مع افرقاء “الرابع عشر من اذار” اسهل، اذ ان جنبلاط ليس في وارد التحالف مع “القوات اللبنانية” والعكس صحيح، في حين ان التحالف مع المستقبل دونه عقبات وليس مفيدا للتيار الازرق عموما…