لم تنجح الوساطات الداخلية والخارجية حتى الساعة في حل الأزمة المستجدة بين لبنان والسعودية ودول الخليج وسط إصرار المملكة على مطلبها بإقالة وزير الإعلام جورج قرداحي كخطوة أولى لمعالجة المشكلة، مقابل رفض حزب الله وتيار المردة الإقالة، ما يعني إطالة أمد الأزمة إلى أجل غير مسمى بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة وبالتالي بقاء مجلس الوزراء معلقاً على ملفين الأول الأزمة مع الخليج التي قد تطول كثيراً، والثانية أزمة تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار التي اتخذت منحاً جديداً اتسم بالتصعيد والتحدي السياسي والقضائي بين جبهتين في البلد وانتقلت إلى مجلس القضاء الأعلى.
وأشارت مصادر ثنائي أمل وحزب الله إلى أن وزراء الثنائي والمردة لن يحضرا جلسات مجلس الوزراء قبل معالجة أزمة البيطار.
وانشغل الوسط الرسمي باستقبال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الذي جال على القيادات مستطلعاً المواقف ومعرفة ما إذا كانت الجامعة قادرة على لعب دور في تسوية الخلاف بين لبنان والسعودية، مع تأكيده بأن المسألة «أبعد من توصيف وزير لما يحصل في اليمن».
إلا أن زكي الذي غادر بيروت لم يتوصل إلى حل توافقي للأزمة نظراً لعمق الأزمة وتباعد المواقف بين القوى السياسية.
وأشارت مصادر إعلامية أن بيروت تبلغت تلميحات سعودية ببدء ترحيل جزئي للبنانيين من أراضيها إذا فشلت مهمة موفد جامعة الدول العربية حسام زكي، لكن مصادر لبنانية مقربة من السعودية نفت لـ«البناء» توجه الخليج إلى هذا السقف، موضحة أن «قراراً كبيراً بهذا الحجم لا يتخذ بهذه السرعة»، مضيفة: «إذا كان هناك جملة إجراءات خليجية مقبلة، فيكون بشكل تصاعدي وطرد اللبنانيين في آخر القائمة».