الإصلاح السياسي يبدأ بقانون انتخابي قائم على اساس لبنان دائرة واحدة

24 نوفمبر 2021
الإصلاح السياسي يبدأ بقانون انتخابي قائم على اساس لبنان دائرة واحدة

عقد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان اجتماعا مع هيئات المنفذيات في لبنان، بمناسبة العيد التاسع والثمانين لتأسيس الحزب، في قاعة دار سعاده الثقافية والاجتماعية في ضهور الشوير، في حضور رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، الرئيس السابق للحزب وائل الحسنية وعدد من أعضاء القيادة المركزية.

 
والقى حردان كلمة بالمناسبة، قال فيها: “ندخل عامنا الحزبي التسعين، والمسيرة مستمرة بآمالها وآلامها، بأفراحها وأتراحها، بمعتنقي العقيدة الأحياء منهم والشهداء. تسعة وثمانون عاما مضت والقوميون يراكمون الإنجازات فكرا وممارسة، إيمانا واستشهادا”.
  
 
وقال: “الحزب السوري القومي الإجتماعي في صلب حركة الصراع منذ تسعة عقود، والقوميون قدموا خلال هذه السنوات تضحيات جساما في سبيل انتصار قضيتهم، ورفضا للواقع الذي فرضه الاستعمار تجزئة في عموم البلاد، ونظاما طائفيا في لبنان الموحد في الشكل، الممزق في المضمون. وهو كناية عن طوائف ومذاهب تتصارع وتتناتش على ما تعتبره مكتسبات لها. وفي مواجهة هذا الواقع المفروض، حذرنا من خطر الطائفية والمذهبية الهدام، غير أن قناعات الطائفيين والمذهبيين مستسلمة لمنطق الاستعمار وما يسمى مكتسبات لهذه المجموعة أو تلك، ولذلك كان حزبنا بما يمثل من فكر وحدوي في مواجهة مستمرة مع النظام الطائفي، وكان القوميون عرضة للقتل والاعتقال والسجن والتشريد”.
  
واشار الى ان “لبنان يمر بمرحلة خطرة، لا ضمانات فيها إلا ضمانة الوعي والإدراك عند جزء من المواطنين، وعدم قدرة الجزء الآخر على إحداث الفوضى الشاملة. لذلك، ننبه إلى خطورة العودة بلبنان إلى مربع الحرب الأهلية، وهو مربع يحضر فيه بقوة العدو “الإسرائيلي” والإرهاب الخارجي والداخلي”.
 
وقال: “الحزب السوري القومي الاجتماعي معني بأن يبذل جهدا مضاعفا لبناء القوة اللازمة في مواجهة ما يتهدد هذا البلد من تفكك وتشرذم وفوضى. وبأسف نقول، الحزب تعرض للاستهداف بعد أن تسللت “السوسة” الإضعافية إلى داخله. والمعروف عن حزبنا أنه حين يواجه خطرا خارجيا تتضاعف قوته، أما حين يتم إشغاله داخليا فلا يستطيع أن يؤدي دوره كاملا لحماية البلاد، لذلك، نحن أمام مؤامرة تستهدف حزبنا وكل مجتمعنا”.
 
واكد “اننا مصممون على مواجهة الخطر، وهذا المسار بدأ بتثبيت الاستقرار الداخلي في الحزب من خلال عقد المؤتمر العام ومن ثم التئام المجلس القومي وانتخاب أعضاء المجلس الأعلى وهيئة منح رتبة الأمانة، وما تبعها من استحقاقات حزبية توجت بانتخاب رئيس جديد للحزب. وسنستكمل هذا المسار بتشكيل السلطة التنفيذية والمكتب السياسي ووضع الخطط لتفعيل دور الحزب في تصديه للمؤامرة التي تحاك ضده وضد وحدة لبنان والأمة السورية”.
 
وأعلن “اننا معنيون بأن نرفع من جهوزيتنا لمواجهة كل خطر أو تهديد يستهدفنا، فهناك حرب اقتصادية تجويعية مصحوبة بفتائل لإشعال الفتن الداخلية في لبنان. وهناك من يحاول إيصال البلد ليصبح غير قابل للحياة. وهذا استهداف لعناصر قوة لبنان، يقوده كيان العصابات الصهيونية بدعم أميركي وأوروبي وموافقات من بعض الدول عربية. لذلك علينا أن نكون في جهوزية فعلية نفسيا وتنظيميا، وبفعالية أكبر مما نحن عليه الآن. وأريد أن أقول لكم إنكم أعطيتم خلال الفترة القصيرة السابقة جهدا كبيرا، وكنتم صمام أمان الحزب وسبب استقرار. فلنواصل هذا الجهد لتعزيز قوة حزبنا، لأننا لن تنتظر سحر ساحر ليخرجنا من النفق الذي يضعنا فيه التدخل الخارجي من كيان العدو وأوروبيين وبعض العرب. الخروج من هذا الموضوع هو برفع مصلحة البلاد ووحدتها فوق كل الاعتبارات، وهذا العنوان وحده يحمي لبنان. وإن لم نصل إليه ستبقى إرادتنا مرتهنة للخارج”.
 
ودعا حردان “كل القوى وعلى رأسهم رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة إلى إطلاق حوار داخلي لإخراج لبنان من محنته، تحت عنوان المصلحة اللبنانية العليا، لأنه لا يمكن الاستسلام لمقولة “لا دخل لنا بالمقاومة”. هذا الاستسلام يعني عدم الاعتراف بوجود عدو يتهدد أمننا واستقرارنا. وهذا الاستسلام سببه غياب الشعور الوطني والإحساس بالمسؤولية رغم أنه لا يزال هناك عدو يتربص بنا يوميا. فالمطلوب وحدة رؤية حول هذا الموضوع للعمل على معالجته”.
 
وقال: “نحن نتمسك بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة. ومن الطبيعي أن كل بلد حين يتهدده عدو خارجي يذهب باتجاه استنفار كل طاقاته وإمكانياته للدفاع عن نفسه. وهذه الطاقات هي الشعب والجيش وكل من يتمكن من حمل سلاح وقتال العدو. لذلك فإن اللبنانيين وخصوصا أبناء الجنوب اللبناني معنيون بالدفاع عن أرض الوطن إلى جانب الجيش وأن يكون هناك احتضان لهذه المقاومة، فإذا لم ندافع عن أرضنا لن يبقى هناك وسط أو شمال أو بلد برمته”.
 
اضاف: “نحن نريد لبنان بلدا قويا فعالا يمتلك جيشا قويا ومقاومة قوية وشعبا متهيئا للدفاع عن أرضه وسيادته. هذا هو لبنان الذي نرغب ونريد، لبنان الحرية والصراع الفكري. وتحقيقا لمصلحة لبنان، نجدد دعوتنا دول المشرق للتساند اقتصاديا، من خلال مجلس تعاون مشرقي. فكل الدول المتجاورة تتعاون في مواجهة الاستعمار والحصار”.وتابع: “في لبنان شهدنا صخبا عاليا وسمعنا شعارات إصلاح ممن ادعوا الثورة والتغيير، وقد امتلأت وسائل الإعلام بكل هذا المشهد. لكن المؤسف أن كل ما حصل لم يكن سوى أداة ضغط على لبنان، ضالعة فيه قوى وسفارات. وفي ظل هذا الضغط تفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي وزادت الأعباء على اللبنانيين”. ورأى حردان “ان الإصلاح السياسي يبدأ بقانون انتخابي قائم على العدالة وصحة التمثيل، لكن البعض يرفض السير بقانون عصري موحد، ويبحث عن قانون انتخابي يضيف إليه نائبا بالزائد ويمنع عنه خسارة نائب آخر. ويبقى الحل الأمثل بقانون انتخابات قائم على أسس لبنان دائرة انتخابية واحدة على قاعدة النسبية ومن خارج القيد الطائفي”. واكد ان “باب الإصلاح الاقتصادي يطرق أولا بيد الحرص على مصلحة الدولة وحماية المواطن الذي بات رهينة لعدد محدود من الشركات المحتكرة للدواء، تمنعه عن ذوي الدخل المحدود وحتى المتوسط”. وقال: “لقد أثبتت الأزمة الأخيرة أن السمة العامة للتغييرين هي خدمة أجندات خارجية، وهناك أموال تدفع في هذا الاتجاه، لذا علينا أن نعزز تحالفاتنا مع القوى التي تشبهنا. وأن نذهب إلى صياغة تحالفات سياسية تحفظ للحزب حضوره ومكانته الشعبية في الإستحقاقات المقبلة”.  وقال: “في ما يتصل بالشام سيكون هناك اجتماع عام مع رفقائنا هناك. وسنتحدث عما مر بنا وعن طبيعة المرحلة. لقد اتخذنا قرار القتال دفاعا عن أرضنا ووحدة شعبنا ضد الإرهاب في خندق واحد إلى جانب جيشنا القومي ـ جيش تشرين البطل، وحرصنا على صمود شعبنا وإعلاء شأن الحزب وفعاليته.