رفع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سقف خطابه السياسي امس في مواجهة “الثنائي الشيعي” في ما يخص عملية تعطيل اجتماعات مجلس الوزراء ومقاطعة الثنائي له، الامر الذي جعل الاشتباك السياسي بين الطرفين، قاب قوسين او ادنى.
يجد” التيار الوطني الحر ” نفسه مضطرا لخوض معركة الدفاع عن المسار الحالي للتحقيقات في انفجار المرفأ، لان هذا الامر ابعده بشكل كامل عن الهجوم السياسي الذي كاد يتعرض له بسبب حصول الانفجار، وبالتالي فإن مراعاة الشارع المسيحي قبل الانتخابات النيابية بات امرا لا مفر منه.كما ان التيار ، ومِنْ خلفه العهد، كان ينظر الى الحكومة الحالية بإعتبارها فرصة جدية لاعادة ترميم صورته، اذ ان وضع لبنان على مسار الحل سينقذ، الى حد ما، صورة عهد الرئيس ميشال عون، بعد كل الازمات السياسية التي يمر بها.
لكن تصعيد باسيل بدوره ليس بسيطا، بل دونه عقبات، ففي حين سيؤمن له شدا للعصب في بيئته، على اعتبار انه يواجه الرئيس نبيه بري وحركة امل، غير انه سيضع امامه معضلة التحالفات في الانتخابات المقبلة، والتي قد يجد صعوبة في الفوز فيها، في حال لم يتحالف مع حزب الله في عدد من الدوائر.كما ان” التيار” لن يتمكن من اقناع جمهوره بالتصويت للوائح يتشاركها مع “الثنائي الشيعي” اذا استمر بالتجييش الاعلامي ضده، من هنا تكمن ازمة التيار السياسية والاعلامية، والتي قد تكون مؤشرا على عدم قدرة باسيل الذهاب بعيدا في تصعيده السياسي.وبحسب مصادر مطلعة فإن حزب الله لن ينجر الى اي اشتباك سياسي مع “التيار” في هذه المرحلة، على إعتبار ان الهامش الذي يتمتع به حليفه مفيد في ترميم واقعه الشعبي قبل الانتخابات النيابية، وما دام التصعيد او الخلاف بينهما لم يتخذ مسارات عملية.لكن ماذا لو قرر التيار الذهاب بعيدا في معركته مع حزب الله؟ هل سيكون التحالف الانتخابي بين الطرفين ممكنا؟ ومن يضمن عدم تمدد الخلاف حول الحكومة والقاضي طارق البيطار الى قضايا اخرى؟ وهل صحيح ما يقال ان الخلاف الحالي، هو الخلاف الحقيقي الاول بين بعبدا وحارة حريك؟اسئلة لا اجابات واضحة عليها بعد في انتظار ما ستحمله الفترة المقبلة من تطورات.