شكل الاشكال الذي حصل في نقابة اطباء الاسنان والذي ادى الى تطيير الانتخابات ومنع صدور النتيجة، محطة من محطات النقاش السياسي على الساحة اللبنانية خصوصا انه طرح اسئلة عن امكان حصول الانتخابات النيابية في ظل الاحتقان الحاصل.
لكن، إضافة الى كون تطيير الانتخابات النقابية مؤشرا واضحا على ما سيأتي، فقد يكون ما حصل مادة جديدة دسمة يمكن للقوى السياسية والاحزاب وحتى مجموعات الثورة استغلالها في الخطاب السياسي وفي عملية التجييش قبل الانتخابات النيابية.بات مؤكدا ان ما حصل في النقابة له عدة روايات، ففي حين سارع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل باتهام عناصر مسلحة تابعة لحزب الله بإفتعال الاشكال، مكرسا رواية كتائبية عما حصل على اعتبار الكتائب معنية بشكل كبير بالانتخابات النقابية، ظهرت بالتوازي روايات اخرى.
رواية المجتمع المدني استهدفت كلا من حزب الله والكتائب والقوات اللبنانية معا واتهمتهم جميعا بتطيير الانتخابات عمدا عندما شعروا ان مرشحيهم لن يفوزوا في النقابة، واكد ممثلو المجتمع المدني ان مصلحة القوى السياسية تطابقت بالرغم من خلافاتهم من اجل ضرب الثوار.اما رواية الثنائي الشيعي الكاملة، فتقول بأن الاستفزازات بدأت من مرشحة الكتائب بعد شعورها انها ستتلقى خسارة كبرى، الامر الذي ادى الى تدافع واشكالات بين بعض الاطباء المحسوبين على حزب الله وبعض الاطباء المحسوبين على الكتائب والقوات اللبنانية.لكن الاهم هو ان الثنائي اتهم ايضا مجموعات الثورة وتحديدا حزب سبعة بأنه ادخل عشرات الاشخاص الى النقابة وهم ليسوا من الاطباء ما زاد من التوتر وادى الى الاشكال، في ظل النقاشات الحادة التي كانت تحصل بين الطرفين…هكذا يبدو ان الروايات المتعددة حول حادثة محدودة حصلت في صرح نقابي اثناء يوم الانتخاب توحي بأن التعاطي اللبناني مع القضايا سيظل وجهة نظر وان الاحتقان الحالي الحاصل بين اللبنانيين قد يؤدي بدوره الى تطيير الانتخابات النيابية المقبلة..