كتب عماد مرمل في” الجمهورية”: لا «حزب الله» يريد أن يكون ثمن معركته ضدّ القاضي طارق البيطار سقوط تحالفه المترنح مع «التيار الوطني الحر» وفرط الحكومة التي تحمل عن صواب او خطأ كنيته السياسية، ولا رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل يريدان ان يكون ثمن دفاعهما عن البيطار التضحية كلياً بتفاهم مار مخايل وبالحكومة التي يملكان حصة وازنة فيها، ولا رئيس مجلس النواب نبيه بري يريد أن يذهب في نزاعه مع عون وباسيل ودفاعه عن صلاحيات مجلس النواب الى حدّ توجيه ضربة قاضية الى مجلس الوزراء بجريرة قاضٍ وكشف البلد بكامله على المجهول، ولا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يريد أن تنتهي مغامرته في السرايا الحكومية بهذا السوء وبهذه السرعة…وهناك من يؤكّد في هذا السياق انّ لدى «حزب الله» وحركة «أمل» الاستعداد في نهاية المطاف للقبول بحل وسط، يبقى بموجبه البيطار في مكانه كمحقق عدلي في قضية المرفأ، ولكن على قاعدة أن يُنزَع منه ملف الإدّعاء على الرئيس حسان دياب وبعض الوزراء السابقين، لتتمّ إحالته الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء احتراماً لصلاحيات مجلس النواب ودوره، وبذلك يكون الطرف المؤيّد للبيطار قد ربح عدم قبعه ومعاقبته، والطرف المعترض على سلوكه يكون قد فاز بضبط اندفاعته وعودته الى حجمه الطبيعي.
ويلفت المطلعون، الى انّ الحزب والحركة لا يريدان ان تنتهي الأمور إلى «قبع» الحكومة التي شاركا في صنعها بدلاً من البيطار، وبالتالي هما حريصان على تفادي قطع الخيط الرفيع الذي يفصل بين الضغط على الحكومة وبين إسقاطها.
خيط رفيع بين الضغط على الحكومة واسقاطها
