زار وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن في اطار جولته الشمالية، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي على رأس وفد من الوزارة.
ورحب دبوسي بالوزير الحاج حسن والوفد المرافق، واشار الى ان “المسؤولية العامة هي أمانة ونحن لدينا قناعة راسخة بأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ونحن ننطلق في مشاريعنا من موقع وطني جامع، ولقد اطلقنا تسمية “طرابلس الكبرى” لنتخطى المناطقية والطائفية وكل المعوقات ونتطلع الى وحدة متكاملة بين أبناء الوطن الواحد، وقد إعتمدنا على دراسات علمية متخصصة في مقاربتنا للواقع الإقتصادي وكيفية النهوض بمرتكزاته من طرابلس الكبرى، لا سيما أن شرق المتوسط يحتاج الى مشاريع إستثمارية تحاكي المشاريع الإستثمارية التي تشهدها الإقتصاديات المتقدمة في العالم”.
وقال: “لذلك أطلقنا منظومة إقتصادية متكاملة تتضمن مرفأ ومطارا ومنصة للنفط والغاز، وهي مثار إهتمام ومتابعة وتأييد من جهات لبنانية وعربية ودولية، كما لدينا مشاريع أخرى تتمثل بالركن الذكي للسياحة الرقمية ومختبرات لمراقبة الجودة ومركز صناعي للتطوير الصناعي وابحاث الزراعة والغذاء، إضافة الى مشروع لاقى المزيد من التحديث، يقضي بتوفير الإنارة لشوارع مدن الفيحاء بالطاقة البديلة، إضافة الى مشروع بناء إهراءات للحبوب والقمح على ارض مرفأ لبنان من طرابلس الكبرى للمساهمة في تأمين السلامة الغذائية وكل المشاريع الكبرى سواء اكانت على النطاق الوطني والعربي والإقليمي والدولي أو على مستوى المشاريع التطويرية المحتضنة داخل مقر غرفة طرابلس الكبرى تندرج في مجموعها في سياق تطبيق مبادىء التنمية المستدامة”.
الحاج حسنمن جهته، لفت الوزير الحاج حسن إلى أننا “نعيش في مرحلة دقيقة وننشد التعافي، والشراكة بين القطاعين العام والخاص ضرورية، وليس مع أي قطاع خاص إنما مع ذاك الذي يتوخى الربح ولكن الذي يسهر من خلال مشاريعه على الإنماء المتوازن، انماء المناطق الأكثر فقرا والمناطق المهمشة”. ورأى أن “ابناء طرابلس وعكار كانوا يتمنون ان يكونوا جزءا اساسيا في الوطن، لكن الوطن رفض ذلك تماما كما حصل مع بعلبك – الهرمل، وان كل الوطن اليوم معذب ومحروم وقد بات كل مواطن لبناني معذبا ومحروما، والطبقة المرتاحة تشكل ما نسبته اثنين او ثلاثة بالمئة، وبالتالي فان عملنا سيزداد حكما”. وقال: “أما بالنسبة لما سمعته منكم حضرة الرئيس دبوسي عن انجازات، فهي صدقا تفرح القلب وكم كنت اتمنى أن نقوم بإنجازات من جهتنا ونعرضها عليكم، لكن ذلك غير ممكن لأننا في وزارة الزراعة ندفع ثمن 40 عاما من الغبن والظلم والقهر، بسبب واضعي سياسات هذه الوزارة منذ الأربعينيات حتى يومنا هذا، وللأسف الشديد كان عندنا نظرة مؤسفة تقول بأن الزراعة أمر هامشي ولكن التجربة أثبتت العكس لأن الزراعة والصناعة هما اساس نهضة الاقتصاد اللبناني وعودته الى التعافي”. أضاف: “ان افكاركم العابرة للمناطق والقطرية حضرة الرئيس دبوسي هي قيمة جدا وقلة في هذا الوطن الذين يفكرون بهذه الطريقة، ففي الوقت الذي يتقوقع فيه الناس نتلمس انفتاحكم في الوقت الذي انتشر التقوقع المؤذي الذي يدعو الى التنابذ، فإنكم تفتحون صدركم وهذا يدل على رؤيتكم الواضحة والاستدامة، وانا اريد ان أشكر طرابلس التي انجبت نخبا نتباهى بها، اولا الرئيس الشهيد رشيد كرامي ثم الرئيس الراحل عمر كرامي، وصولا الى الرئيس نجيب ميقاتي وهو وطني ومرن وسياسي بامتياز وانسان قبل كل شيء. ثم ان مدينة طرابلس عزيزة على قلب كل اللبنانيين وقد تحول دون مشروعها الكبير عقبات، وقد يكون نضوج الأمور وفق ما تقترحون التوقيت المناسب جدا، ونحن نحتاج للخروج من القمقم لننفتح لان مشكلتنا في هذا الوطن مشكلة نفسية لا أكثر، فمن حق أي كان أن يكون في السياسة مع الأميركي او مع الإيراني او مع الروسي، او مع اي كان ولكنه معيب بوطنيتنا ان نكون متباعدين ولا يجمعنا الوطن، فان عدونا واحد هو إسرائيل لا غير، أما في ما تبقى فنحن منفتحون على الجميع لخدمة هذا الوطن والانسان فيه، واذا كنت متدينا او علمانيا فان شمسية الوطن هي التي تجمعنا جميعا”.
وتابع: “نحن في وزارة الزراعة نحتاج الى الشراكة المستدامة المبنية على قوانين وتشريعات، فأنا اؤمن بالتشريك لا بالتنافر واؤمن ان يكون تضافر الجهود لا ان تأكل الناس بعضها بعضا، وأؤمن بالصلاحيات الواسعة لكي يكون هناك مسؤوليات. واليوم وزارة الزراعة منفتحة لأي طرح وللشراكة معكم تحت سقف القانون، ولنحدث أيضا بالقوانين بما فيه مصلحة الوزارة ومصلحتكم ومصلحة كل الوزارات الأخرى وننطلق من هنا لنؤكد انه يمكننا ان نؤسس لمرحلة جديدة”.
وشدد على ان “تكون العلاقة مع سوريا أحسن ما يمكن للتخفيف عن الاقتصاد اللبناني والتجارة والزراعة مرورا بسوريا وصولا الى البوابات الخليجية الواسعة والى مرآتنا الوحيدة الواسعة، عنيت المملكة العربية السعودية، ولا بد من عودة لمسار التعاون وهو الأساس، فنحن محكومون بالاخوة بيننا وبين المملكة واليوم هناك غيمة صيف ولكن مصيرها الإنحسار دون ادنى شك”.
جولة على مشاريع الغرفة
ثم صرح الحاج حسن في خلال جولته في مختلف مشاريع الغرفة المعتمدة في مقرها، فقال: “لا بد لي في هذه الزيارة أن اتوجه بالشكر لغرفة طرابلس والشمال وخصوصا للرئيس دبوسي على هذه الإستضافة، وما اود التعبير عنه من إنطباعات، هو أنني وجدت وطنا في داخل غرفة طرابلس بكل ما تعني هذه الكلمة، كما وجدت النجاحات والرؤية والمتابعة والمراقبة والتخطيط. فالشكر باسم كل من يحب أن يكون الوطن على صورة غرفة طرابلس وشاكلتها وفي ذلك دلالة على ان هناك قطاع خاص واع وفاعل ولديه رؤية واضحة، وهناك نفس وطني في طرابلس كما في العاصمة بيروت، ونحن نود التعاون لما فيه مصلحة الوطن والمواطن والعمل على تفعيل التعاون العربي العربي والإقليمي والدولي”.
وختم: “وجدنا وطنا في غرفة طرابلس وهذا يساعدنا على التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتركيز سيستند على هذا الطرح والشعور الوطني وهي أقانيم التشبيك لاننا دون ذلك لا يمكننا العيش”.