من دون مقدّمات، من حق المدمن على المخدرات والذي يريد الخروج من نفق الإدمان المظلم والقاتل، على دولته أن تؤمن له العلاج البديل، وهو نصّت عليه القوانين المرعية، والتي أفضىت تعديلات عدة عليها، الى اعتبار المدمن مريضاً لا مجرماً ولا تجوز معاقبته إذا ثبُت إدمانه ولم يرفض العلاج أو سعى اليه، وذلك سنداً الى نص المادة ١٢٧ من قانون العقوبات الذي يرتكز الى مبدأ العلاج كبديل للإدمان.
من هنا تبدأ آخر تداعيات عدم فتح مصرف لبنان الإعتمادات اللازمة، ومنذ أشهر لشركة الأدوية الوحيدة في لبنان المسموح لها باستيراد ما يُعرف ب “البدائل الأفيونية”، وهي أدوية وعقاقير معتمدة في لبنان منذ العام ٢٠١٠، وتُعطى بناءً على وصفة طبية بعد خضوع المدمن للمعاينة من قبل طبيب مختص، مع بدء مسيرته العلاجية من الإدمان.
ما يحصل راهناً أن مخزون الدواء الأفيوني البديل الموجود في عدد من المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة حصراً ولا يباع في الصيدليات بدأ بالنفاد، ما يعرّض صحة وحياة أكثر من ألف شخص يتعالجون من الإدمان لمخاطر عدة، منها احتمال الإنتكاسة الصحية والنفسية، وبالتالي العودة الى الإدمان أو حتى الموت بجرعة زائدة، علماً أن هذه البدائل تُصنّف ضمن أدوية الأمراض المزمنة وقد رُفع الدعم عنها بنسبة ٢٠% من ضمن ” حفلة رفع الدعم عن الأدوية” التي حصلت أخيراً.
وعلى قاعدة أن الحاجة هي أم الإبتكار أو الإختراع لا فرق، ولتفادي الوقوع في المحظور بالنسبة الى أشخاص تورطوا لسبب أو لآخر في كمائن المخدرات، وهم يحاولون الخروج من شركِها القاتل، تفتّقت “أريحة” المسؤولين المعنيين عن هذا الموضوع عن جملة اقتراحات تُعتبر حلولاً موقتة لا مستدامة لهذه الأزمة المستجدة، منها تخفيف الجرعات اليومية للمرضى تحت إشراف الطبيب المعالج، والسماح باستخدام أدوية منتهية الصلاحية لأن استخدامها سيكون أقل ضرراً على المدمن من التوقف كلياً عن استخدام الدواء، وذلك بالتزامن مع محاولات شبه يائسة لكن دؤوبة تقوم بها جمعيات NGO المعنية بعلاج الإدمان لتأمين هبات عينية الى وزارة الصحة أو نقدية شركة الأدوية المستوردة لشراء الدواء، شرط خضوع هذا الإجراء لإشراف منظمة الصحة العالمية.
أهل الإختصاص يشيرون الى أن المدة التي يستغرقها الأفيون للخروج من جسم المدمن عبر الدم أو البول أو اللعاب أو الشعر تبدأ من تاريخ آخر جرعة تعاطٍ وهي تتفاوت بين مريض وآخر، والى أن يُفكّ أسر اعتمادات مصرف لبنان لشراء الأدوية الأفيونية البديلة، تبقى النصيحة باللجوء الى بعض الأعشاب، حسب المعتقدات الشعبية، التي أثبتت فعاليتها كمضادات للمواد المخدرة ومسكّنات للآلام …إبحثوا عن الزعتر والثوم والشوفان على سبيل المثال لا الحصر.
المصدر:
لبنان 24