شكلت زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى مصر محور متابعة اعلامية اساسية بالتزامن مع نقاشات متعددة في لبنان اهمها العلاقة مع دول الخليج التي تأخذ حيزا من الاهتمام العام بسبب تأثيراتها السياسية والاقتصادية على الواقع الحياتي مباشرة.لكن زيارة مصر، وبالرغم من اهميتها بحد ذاتها، قد تكون مرتبطة بشكل او بآخر بالتطورات اللبنانية الخليجية، خصوصا ان مصر تعتبر اليوم احدى اهم حلفاء السعودية وتتشارك معها مصالح سياسية واستراتيجية كبيرة ومتنوعة.اهمية زيارة ميقاتي الى مصر تكمن انها جاءت بعد الوساطة الفرنسية تجاه السعودية، وبعد الاتصال الذي حصل بين ميقاتي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فالقاهرة تشكل، وبالرغم من تمايزها الدائم، احد اضلع هذا التحالف الوثيق.لم تقم فرنسا في الاشهر الماضية بأي خطوة او مبادرة في لبنان الا وكانت مصر في اجوائها، اذ يتم التنسيق بين الطرفين بشكل كبير في ما يخص الواقع اللبناني، ويعملان ضمن سقف سياسي واحد هو الحفاظ على تماسك الدولة اللبنانية ومنع الانهيار الكامل.تحاول القاهرة منذ عدة اشهر ملء الفراغ الذي تتركه السعودية على الساحة السنية، اذ لديها هم اساسي هو منع تشتت السنة سياسيا وبالتالي اضمحلال دورهم في الداخل اللبناني، لذلك تعمل على حماية مصالح الطائفة بالمعنى السياسي، من هنا نجد انها دعمت الرئيس سعد الحريري في لحظة انكفاء السعودية عنه لانها وجدت في ذلك مصلحة، وها هي اليوم تدعم ميقاتي ودوره وحكومته.لا تدخل مصر الى الساحة اللبنانية عموما والسنية خصوصا للتنافس مع السعودية بل لحماية الواقع السني تمهيدا لعودة الرياض الى بيروت، لذلك فهي تسعى الى جانب كل من الامارات العربية المتحدة وفرنسا الى اقناع القيادة السعودية بتغيير مقاربتها للساحة اللبنانية.لا شك بأن زيارة ميقاتي الى مصر بالتزامن مع الحراك الفرنسي قد يكون مقدمة لبدء مسار تسووي بين لبنان الرسمي والسعودية تحديدا، وهو ما بدأت بوادره تظهر في الكواليس…
متابعة اعلامية اساسية وخطوة اولى نحو مقاربة سعودية جديدة
