ندوة عن “الواقع الطبي والصحي في لبنان ورسالة الكنيسة”

13 ديسمبر 2021
ندوة عن “الواقع الطبي والصحي في لبنان ورسالة الكنيسة”

 عقدت ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام عن “الواقع الطبي والصحي في لبنان، ورسالة الكنيسة”، تناولت عرضا للواقع الطبي والصحي، ورسالة “كاريتاس” في المجال الصحي وشهادة عن عمل “مستشفى الوردية” بعد إنفجار 4 آب، شارك فيها رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، نقيب الأطباء في لبنان الدكتور شرف أبو شرف، المدير المالي في “مستشفى الوردية” نبيل العلم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، ورئيس “كاريتاس لبنان” الأب ميشال عبود ونائبه الدكتور نقولا حجار، في حضور الاب اندريه فرح من أبرشية جبيل المارونية، المسؤول الإعلامي الأب انطوان عطاالله وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين.

 
وقال المطران العنداري: “لطبابة في لبنان تحتاج اليوم إلى معالجة جذرية. لدينا أطباء ومستشفيات مميزون عالميا ويتمتعون بأعلى القدرات في مقابل مستوى متراجع لم يعد بعيدا عن الإنهيارات والتداعيات التي أحاطت بالدولة اللبنانية لناحية الإلتزام الأخلاقي في العمل، في قلب الأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية، وبخاصة بعد التفجير الزلزال لمرفأ بيروت”. وتابع: “عدد كبير من الأطباء هاجر إلى الخارج. والمستشفيات تشكو نقصا في المستلزمات الطبية، وتتذرع بالضغوط المالية التي تهدد إستمرارها، والحاجة إلى مواكبة التطور العلمي. والتكاليف أصبحت باهظة بعد انهيار العملة اللبنانية؛ وتغطية الضمان الإجتماعي وغالبية شركات التأمين لم تعد تفي بالمطلوب على صعيد تكلفة الفاتورة الصحية وقدرة المواطن. فهل حكم على اللبناني المغلوب على أمره أن يترك إلى مصيره، لا يستطيع الدخول إلى المستشفى، ولا يمكنه توفير الدواء غير المدعوم والمقطوع؟”.
 
أبو شرف
ثم عرض الدكتور ابو شرف للواقع الطبي والصحي، فقال: “على غرار سائر قطاعات المجتمع اللبناني، لم تستثن الازمات اللبنانية الاقتصادية والاجتماعية، القطاع الصحي وخصوصا الطبيبات والاطباء، مهنيا وانسانيا، وألقتهم في مهب البطالة والعوز والهجرة. وتجلت هذه الازمة خصوصا بفعل 3 عوامل اساسية: أزمة المصارف وجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت”.
 
وأضاف: “منذ عقود، يواجه الاطباء صعوبات عدة تهددهم في لقمة عيشهم ورفاه حياتهم وأبرزها: 
– عدم فصل الاتعاب والتأخر الكبير في الحصول عليها مباشرة لهم من الهيئات الضامنة الرسمية والخاصة ولا سيما من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (بعد عام عبر اللجان).
 
– الاجحاف في حقهم لناحية عدم ربط مستحقاتهم بمؤشر غلاء المعيشة، وعدم تقاضيها بسعر الدولار الفعلي المتداول في السوق.
 
– عدم اقرار مرسوم ضمانهم بعد التقاعد.
 
– الاعتداءات واعمال العنف التي يتعرضون لها خلال قيامهم بواجبهم المهني.
 
– عدد الاطباء يفوق حاجة البلد. المشكلة التي تواجهها النقابة في عددهم الكبير بالنسبة الى بلد صغير مثل لبنان والذي وصل الى 12500 طبيب في بيروت و2500 في الشمال (طبيب لكل 250 مواطن)، وعدم وضع المراسيم التطبيقية لقانون “اذن مزاولة المهنة والتخصص” الذي صدر في العام 2013 . الذي يحد من العدد ويحافظ على المستوى وقد وضعناها أخيرا وآمل البدء بتنفيذها”.
 
حجارثم تحدث الدكتور حجار عن رسالة “كاريتاس” في المجال الصحي، فقال: “أزمة عميقة ومؤلمة، وللأسف تراكمت الأزمات والمصاعب حتى أصبحنا على ما نحن عليه من فقدان كل مقومات الحياة اليومية الضرورية. فكاريتاس في بداية الأزمة، أعلنت حال طوارئ اجتماعية ووضعت كل ما لديها من مراكز اجتماعية وطبية في حال استنفار وجهوز كامل 24/24 ساعة وطيلة الأيام من دون توقف”. وأضاف: “كاريتاس” استنفرت كل أجهزتها وطاقمها البشري وكل المتطوعين في الأقاليم والشبيبة والعاملين فيها للوقوف إلى جانب الناس. وأنشأت خلية أزمة تكتب توجيهات رئيس رابطة “كاريتاس” الأب ميشال عبود ووضعنا خطة مواجهة للأزمة على المديين القصير والمتوسط والبعيد. على المدى القصير تلبي كل من يطلب مساعدة من أي نوع كان غذاء دواء استشفاء، وجبات ساخنة، حليب أطفال، حفاضات وحاجات خاصة للكبار والصغار وإمداد مؤسسات اجتماعية من دور للمسنين ومراكز إيواء للأيتام إلى مراكز اجتماعية وجمعيات أخرى حتى مستشفيات تعثرث وفقدت بعض المستلزمات. فكانت “كاريتاس” إلى جانبهم فهذه الحلول السريعة لم تمنعنا من التخطيط للمدى المتوسط”.