قال كبير الاقتصاديين هوو بيل والذي يشغل منصب المدير التنفيذي للتحليل والبحوث النقدية في بنك إنكلترا لشبكة CNBC إن بنك إنكلترا يقوم بتقييم المخاطر التي يشكلها متحور أوميكرون في ضوء قراره المفاجئ برفع أسعار الفائدة.
ورفع البنك المركزي في المملكة المتحدة سعر الفائدة الرئيسي إلى 0.25% من أدنى مستوى تاريخي له عند 0.1% لمواجهة ضغوط التضخم المستمرة وتشديد سوق العمل، متحديًا توقعات السوق بانتظار العام الجديد قبل بدء رفع الفائدة، ليكون أول بنك مركزي كبير يرفع الفائدة منذ بدء الجائحة. بنك إنكلترا يراقب متحور أوميكرونبلغ معدل التضخم في إنكلترا 5.1% في 12 شهرًا حتى نوفمبر، وهو أكبر ارتفاع سنوي منذ 10 سنوات وأعلى بكثير من هدف البنك البالغ 2%.
ويتوقع بنك إنكلترا الآن أن تصل الزيادات في أسعار المستهلكين إلى ذروتها عند 6% سنويًا في أبريل 2022.وقال بيل “لقد أدخل أوميكرون مستوى جديدًا من عدم اليقين في تقييمنا للاقتصاد ككل، وتوقعات التضخم وتطورات سوق العمل”.
وأضاف بيل إن البنك بحاجة الآن إلى المضي قدمًا بحذر وتقييم ما إذا كان متحور أوميكرون سيؤدي إلى بعض الانعكاس في الديناميكيات في الاقتصاد البريطاني خلال الأشهر الستة الماضية وما بعدها، ولا سيما فيما يتعلق بسوق العمل.وينتشر المتحور أوميكرون بمعدل ينذر بالخطر في المملكة المتحدة، والتي شهدت ما يقرب من 90 ألف حالة كورونا جديدة، ونفذت مؤخرًا قيودًا اجتماعية جديدة في محاولة لاحتواء المتحور.وقال جيم ريد، الرئيس العالمي لاستراتيجية الائتمان الأساسية والبحوث المواضيعية في Deutsche بنك: “بينما لا يزال البنك يتوقع عودة التضخم إلى الهدف على المدى المتوسط، فإن الإجراءات الآن تزيد من فرصهم في تحقيق ذلك في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام”.
وأضاف ريد ” مخاطر التضخم آخذة في التصاعد، كما أن خطر حدوث مزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية آخذ في الارتفاع أيضًا، حيث يهدد انتشار أوميكرون بإخراج الانتعاش العالمي عن مساره مؤقتًا”. الفدرالي الأميركي ينتظر عام 2022لم يقم الفدرالي الأميركي بزيادة أسعار الفائدة خلال اجتماع الأسبوع الماضي، ولكنه فتح الباب أمام زيادة في أسعار الفائدة خلال عام 2022.حيث قرر الفدرالي الأميركي التسريع من إنهاء برنامجه لمشتريات الأصول المرتبط بالجائحة في مارس، وهو ما يمهد الطريق أمام ثلاث زيادات في أسعار الفائدة، كل منها بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول نهاية عام 2022.وفي توقعات اقتصادية جديدة، توقع مسؤولو الفدرالي أن التضخم سيبلغ 2.6% العام القادم، مقارنة مع 2.2% كانت متوقعة في سبتمبر الماضي، وأن معدل البطالة سيهبط إلى 3.5% قرب التوظيف الكامل.
ونتيجة لذلك، يتوقع مسؤولو الفدرالي أنه ستكون هناك حاجة لرفع سعر الفائدة القياسي لأموال ليلة واحدة من المستوى الحالي الذي يقترب من الصفر إلى 0.90% بحلول نهاية 2022.وسيطلق ذلك دورة زيادات سيرتفع فيها سعر الفائدة إلى 1.6% في 2023 وإلى 2.1% في 2024 .وعلق رئيس الفدرالي جيروم باول على المتحور أوميكرون قائلًا بأن من غير الواضح كيف سيكون تأثير أوميكرون على التضخم أو النمو أو التوظيف، لكنه يعتقد أن موجة تلو موجة، فإن الناس يتعايشون مع الأمر. البنك المركزي الأوروبي يحافظ على المرونةاتخذ البنك المركزي الأوروبي خطوة صغيرة أخرى في اتجاه تقليص برنامج التحفيز الخاص بفترة أزمة جائحة فيروس كورونا خلال اجتماع الأسبوع الماضي، لكنه وعد بخفض تكاليف الاقتراض العام المقبل، كما أبقى الباب مفتوحا أمام إعادة العمل بإجراءات تقديم الدعم في حالات الطوارئ.وسينهي البنك المركزي الأوروبي مشتريات السندات الطارئة في مارس المقبل، لكنه سيضاعف مؤقتا وتيرة برنامج شراء الأصول طويل الأمد الخاص به لتسهيل عملية التحول، في قرار سيترك لصانعي السياسة الكثير من هوامش المناورة.كما سيستثمر السيولة النقدية من السندات المستحقة لفترة أطول ووعد بالإبقاء على خطة الطوارئ الخاصة ببرنامج شراء الأصول على أن تكون جاهزة للاستخدام في غضون فترة قصيرة في حالة حدوث اضطرابات.
وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، في مؤتمر صحافي “نحتاج إلى الحفاظ على المرونة والتمتع بحرية الاختيار في إدارة السياسة النقدية لكن انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا يخلق حالة من الضبابية”.ورفع البنك المركزي الأوروبي توقعاته للتضخم في جميع المجالات، ويرى الآن أنه سيبلغ 3.2% العام المقبل، وهي نسبة أعلى بكثير عن المستهدف، قبل أن ينخفض إلى 1.8% في عامي 2023 و2024.