تتجه الانظار اليوم الى ما سيعلنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمته المتلفزة الثامنة مساء اليوم من مواقف تتصل بالدرجة الأولى بأزمة تعطيل جلسات مجلس الوزراء والتداعيات السلبية المتراكمة والمرتبة على هذا التعطيل .
وفي هذا السياق كتبت النهار”: اذا كانت مجمل الأجواء والانطباعات والمعطيات التي سبقت كلام عون المنتظر تشير الى توقع ان يكون سقف موقف عون عاليا من حليفه “حزب الله” لكونه الشريك الأساسي في التعطيل ضمن الثنائي الشيعي الذي يضمه وحركة “امل” فان الشكوك ظلت تسابق التقديرات لجهة انعدام الثقة تقريبا في قدرة وإرادة ومصلحة العهد العوني في ركوب “مخاطر” انفكاكه عن حلف تفاهم مار مخايل . وانعدام الثقة هذا انعكس في ترداد موجة واسعة من الانطباعات عن “مسرحية” توزيع أدوار بين العهد ورئيس تياره الحزبي السياسي النائب جبران باسيل و”حزب الله” سعيا الى تعويم الواقع المتراجع للتيار الوطني الحر في الشارع المسيحي. وسواء صحت هذه الشكوك ام لم تصح تبدو ازمة تعطيل الحكومة من خلال شل جلسات مجلس الوزراء كأنها ارخت موضوعيا اثقالا هائلة على العهد لم يعد في إمكانه السكوت عنها وتفاقمت هذه المناخات بقوة بعد مسالة عدم توصل المجلس الدستوري الى قرار في شان الطعن في تعديلات قانون الانتخاب . لذا سيكتسب موقف عون دلالاته لجهة المضمون السياسي الذي سيعلنه وما اذا كان على حجم التحدي الخطير لرمي كرة المسؤولية في التعطيل على أصحاب التعطيل مباشرة وبالاسم وبصراحة ام سينكشف الموقف عن مناورة سياسية تثبت التماهي المعروف بين العهد وسيده والتيار الوطني الحر وحليفهما الشيعي في توزيع الأدوار .
ولعل ما دخل ضمنا على خط زيادة التشويق والترقب لموقف عون عشية إعلانه هو موقف الإدانة الخليجي الجديد والحاد ل”حزب الله” في ملف تورطه في حرب اليمن الامر الذي أعاد ازمة العلاقات اللبنانية الخليجية بسبب “حزب الله” الى الواجهة ، وهو الامر الذي سيرتب على الرئيس عون مواجهة العامل الخليجي الساخن للغاية مجددا لدى تحديده لموقفه اليوم من حليفه .وكتبت” نداء الوطن”: الذين ينتظرون من الرئيس عون اليوم انقلاباً على تحالفه مع “حزب الله” قد يكونون مخطئين. فالرئيس عون لن يتكلم عن سيادة الدولة في لبنان. وربما سيكرر أن الجيش اللبناني غير قادر على حماية لبنان وأن المقاومة هي التي تساعد وتقوم بالواجب. والرئيس عون لن يتحدث عن تحرير قرار الرئاسة ولا عن حياد لبنان كما طالب البطريرك الراعي. والرئيس عون لن يحكي عما أعلنه أمس التحالف العربي في حرب اليمن عن «سرطان» حزب الله الإرهابي ودوره في هذه الحرب وعن أدلة تورطه وعن نشره الدمار في المنطقة والعالم، وتحميله المسؤولية في استهداف المدنيين في السعودية واليمن، فهو لا يهمه ما يفعله “حزب الله” خارج لبنان بل يعتبر أن الحزب لا يستعمل سلاحه في الداخل ويحترم القرار 1701.
في الأشهر العشرة الباقية من العهد لا يستطيع ميشال عون أن يقلب المعادلة التي بناها. وهو سيمهد ربما باستطلاع مبكر لما سيعلنه رئيس “التيار الوطني الحر” في 2 كانون الثاني المقبل. ربما في محاولة مزايدة لاستقطاب شارع مسيحي صار بعيداً عنه وسعياً إلى تحسين نتائجه الإنتخابية في ظل معادلة صعبة تتعلق بعمق العلاقة مع “حزب الله” في وقت يصير التحالف مع الحزب مقتلة سياسية والإبتعاد عنه انتحار. بين المقتلة والإنتحار على الرئيس وتياره الإختيار.وكتبت” الديار”: من المتوقّع أن يكون هناك تصعيد من قبل التيار الوطني الحرّ في المرحلة المقبلة وهو ما سيُعبّر عنه رئيس الجمهورية في كلمته اليوم، حيث من المتوقع أن يكون هناك شدّ عصب مسيحي يسمح للتيار الوطني الحر بلملمة أصوات المسيحيين التي تشرذمت على خلفية موقفه من أحداث الطيونة – عين الرمانة.وتُرجّح المعلومات الصحافية أن يكون موقف الرئيس عون «تصعيديًا» مع الثنائي الشيعي تجانسًا مع موقف رئيس التيار الوطني الحرّ، حيث سيقوم الرئيس بالطلب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي علنًا الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء بمن حضر، وسيتّهم علنًا الثنائي الشيعي بتعطيل عمل مجلس الوزراء. إلا أن بعض المصادر رجّحت أن يكون هذا الموقف التصعيدي هو في خانة توزيع الأدوار عملًا بمبدأ أن الحلف البرتقالي – الأصفر لا يُمكن أن ينكسر بحكم بعده الإستراتيجي للطرفين ولكن أيضًا بحكم صعوبة إيجاد التحالفات مع القوى السياسية الأخرى خارج حلف مار مخايل. فالرأي العام المسيحي مُمتعض من تعطيل مجلس الوزراء وبالتالي تأتي كلمة جنرال بعبدا لتُحاكي هواجس هذا الشارع وهو ما قد يصب في مصلحة التيار الوطني الحر في الإنتخابات النيابية المقبلة.