يقول مصدر وزاري معني لـ”نداء الوطن” ان “العين الساهرة المتمثلة بالجيش اللبناني والاجهزة الامنية، تقوم بجهد استثنائي لدرء المخاطر التي تحيق بالساحة اللبنانية المفتوحة على كل الاحتمالات، وان الكثير من الفتائل الإجرامية وحتى الإرهابية جرى تعطيلها في مهدها من دون ان يعلن عنها منعاً لسيادة حالة الخوف والهلع، وان الامن الاستباقي يتقدم بقوة رادعة لمنع شبكات الجريمة المنظمة والخلايا الارهابية النائمة من التسلل عبر وجع الناس لاضافة مصيبة الامن فوق مصيبة لقمة العيش التي صارت عزيزة جداً”.ويوضح المصدر “ان ارتفاع نسبة الفقر المدقع وقد وصلت الى سقف غير مسبوق، بحيث اصبح لبنان في مصاف دول معدومة اقتصادياً ومالياً بعدما بلغ الحد الادنى 21 دولاراً اميركياً، جعل من الساحة اللبنانية وجهة جاذبة للتنظيمات الارهابية لتكثّف نشاطها خصوصاً في المناطق الفقيرة جداً والتي توسعت دوائرها لتشمل كل المناطق اللبنانية بلا استثناء، مستخدمة الاغراءات المالية لتجنيد لبنانيين في صفوفها واستخدامهم قنابل موقّتة في الداخل اللبناني”.ويشير المصدر الى ما “اعلن مؤخراً عن مقتل لبنانيين يقاتلان في صفوف تنظيم “داعش” الارهابي في العراق في مواجهات مع القوات الحكومية العراقية”، لافتاً الى ان هذا “مؤشر خطير جداً على عودة التركيز الارهابي على الساحة اللبنانية لاستقطاب المزيد من الشباب المغرّر بهم والباحثين عن ادنى مقومات الحياة والعيش”.ويكشف المصدر عن “بعض ما تضمنته تقارير ديبلوماسية جدّية وجديدة، من ان تنظيم “داعش” الارهابي وامثاله من التنظيمات الارهابية عادت لتنشط بقوة في العراق وسوريا، ناهيك عن افغانستان وليبيا واليمن ودول اخرى، ولكن الاخطر النشاط المكثف في الساحتين السورية والعراقية بما تشكلان من ترابط مع الساحة اللبنانية، اذ تبين ان لهم قواعد اساسية في الشمال السوري والبادية لا تزال ناشطة، وينفّذون هجمات تستهدف المكون الكردي كما والسلطات السورية، ويعودون الى مواقعهم، والامر نفسه في العراق، اذ توقف المراقبون امام ما اعلن مؤخراً من تعرّض الجيش العراقي لهجوم من تنظيم “داعش” الارهابي وحصول اشتباكات انسحب بعدها الارهابيون الى مواقعهم، كل ذلك يؤشر الى خطورة متزايدة من عودة الارهاب لينشط على الضفة المقابلة للتسويات التي يعمل عليها في المنطقة، والخشية من ان تتحول الساحة اللبنانية كعادتها ساحة من ساحات تصفية الحسابات الاقليمية والدولية، وهي الساحة الاكثر اهتراءً على الصعد كافة، من سياسية واقتصادية ومالية ونقدية ومعيشية، ولم يبق الا الجيش الذي يكابد كل المشقات لا سيما مع فقدان مقومات الصمود الحياتية الاساسية لعسكرييه، ويقوم بواجباته الوطنية من دون اي تقصير”.ويشدّد المصدر على “ان الرهان يبقى على الجيش في منع اعادة عقارب الساعة الى الوراء، لان لبنان لا يحتمل على الاطلاق مشهد التفجيرات الارهابية التي تحولت كابوساً في الاعوام التي تلت الحرب السورية، وكل الموفدين الذين يزورون لبنان ويطلعون على الوضع المأسوي، يعودون بانطباعات ويرفعون تقارير الى قيادات دولهم، العلامة المضيئة فيها إشارتهم الى ان الجيش اللبناني يمتلك سرّاً غير متوفر في معظم الجيوش، وهو قدرة تحمّل العسكريين من مختلف الرتب الضائقة الصعبة جداً، وعدم تردّدهم في الالتزام بالتعليمات والقيام بالمهام والتصدّي لكل ما يتهدّد لبنان من مخاطر، وان هذا هو مصدر ذهولهم من هذه القدرة التي لا تضعف”.واذ يؤكد المصدر “ان الحل في لبنان يبقى اولاً سياسياً”، يدعو “كل القيادات السياسية الى الالتفات لحقيقة مرّة جداً، وهي ان الامور قد تتطور دراماتيكياً، وهذا الترف في استسهال الخلاف والسجال والتوتير والتعطيل وعدم الالتفات الى وجع الناس، قد يؤدي في لحظة قاهرة الى انفلات الامور بما يصعّب عملية الضبط، وبالتالي لا يمكن للطبقة السياسية الاستمرار في اللعب على حافة الهاوية والقاء الاعباء الجسام على المؤسسة العسكرية التي أُنهكت نتيجة فقدان الاستقرار السياسي الذي هو العامل الاساسي في تثبيت الاستقرار الامني”.