لم يكن خطاب الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس سوى اعلان جديد لعنوان المرحلة المقبلة بالنسبة للحزب وهو الاشتباك مع الاميركيين في المنطقة كما في لبنان وهذا ما بدأت مقدماته تظهر قبل مدة.
لم يتناول امين عام الحزب القضايا الداخلية وهو، لولا الحرج من التيار الوطني الحر ، لكان استغنى حتى عن الاشارة البسيطة التي مررها لوثيقة مار مخايل تاركا الحديث بالتفاصيل لكلمة يلقيها لاحقا او مقابلة متلفزة قد تبث قريبا.
أهمية تصعيد نصرالله ضد الولايات المتحدة الاميركية انه يأتي قبل الانتخابات النيابية في لبنان وفي اطار التفاوض بين طهران وواشنطن حول الاتفاق النووي والعقوبات، ما يعني ان الحزب ومعه ايران يصران على فصل المسار الاقليمي عن المفاوضات النووية.
ترغب طهران ان تستغل الواقع الحالي للادارة الاميركية من اجل الحصول منها على افضل اتفاق ممكن مرتبط بالعقوبات والاتفاق النووي، وهذا يعني أن ساحات المنطقة لن تكون ضمن التسوية بشكل مباشر، لا بل ان طهران ستستفيد من رفع العقوبات من اجل تعزيز نفوذها في الاقليم.
من هنا يأتي اشتباك الحزب مع الاميركيين من قضية القاضي طارق البيطار الذي تنظر اليها حارة حريك بإعتبارها كباشا مع واشنطن مرورا ببواخر النفط الايرانية وغيرها من الملفات التي بات يظهر من خلالها الصراع مباشرا بين حزب الله والاميركيين.
زيادة الضغط الاقليمي على واشنطن من قبل حزب الله وايران قد يدفعها ربما، من وجهة نظرهم، الى الاستعجال في اتمام الاتفاق النووي، او الى تقديم تنازلات اقليمية منفصلة عن مسار التفاوض مع ايران. بالتأكيد يحرص الحزب على تعويم الاشتباك مع واشنطن وتظهيره للعلن ليكون غالبا على باقي الصراعات الداخلية والاقليمية.
لا شك بأن نصرالله سيدخل في تفاصيل علاقته مع حلفائه، لكنه قبل ذلك قرر وضع خطوط اساسية مرتبطة بمواقف الحزب السياسية، ولعل التصعيد ضد واشنطن والرياض يأتي في هذا السياق للقول ان مواقف الحزب وسياساته الاقليمية ليست مدار نقاش او مورد للتفاوض مع اي من الحلفاء.