بينما يسعى الملايين حول العالم لتلقي جرعات معززة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، تتعالى أصوات منادية بضرورة إعادة التفكير في فرض جرعات معززة كثيرة بدعوى أنها يمكن أن ثؤثر على الأجهزة المناعية على المدى الطويل.
والثلاثاء، أعربت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي، عن شكوكها بشأن الحاجة إلى جرعة معززة رابعة من اللقاح المضاد لكورونا، وقالت إنه لا توجد حاليًا بيانات تدعم هذا النهج.وقال ماركو كافاليري، رئيس استراتيجية اللقاحات بوكالة الأدوية الأوروبية، في إفادة إعلامية: “في حين أن استخدام المعززات الإضافية يمكن أن يكون جزءًا من خطط الطوارئ، فإن التطعيمات المتكررة في فترات قصيرة لن تمثل استراتيجية مجدية طويلة الأجل”.
وأثار مسؤولون أوروبيون مخاوف من أن استراتيجية إعطاء الجرعات المعززة بكثرة لأن ذلك قد يشكل خطرًا على أجهزة المناعة لدى الناس ويؤدي إلى إرهاق أجسادهم.والثلاثاء أيضًا، حذر خبراء منظمة الصحة العالمية، من أن الاكتفاء بإعطاء جرعات لقاح معززة لا يشكل استراتيجية قابلة للاستمرار في مواجهة المتحورات الناشئة، ودعوا إلى لقاحات جديدة تحمي بشكل أفضل من انتقال العدوى.وقالت اللجنة الاستشارية الفنية حول كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية في بيان “ثمة حاجة إلى تطوير لقاحات مضادة لكوفيد-19 ذات فاعلية عالية للوقاية من الإصابة وانتقال العدوى وأشكال الإصابة الحادة والوفاة.وكانت التطعيمات المعززة للقاح كورونا مقتصرة في الأصل على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا وغيرهم ممن لديهم أمراض مزمنة، ولكن اعتبارًا من أوائل كانون الأول 2021، أصبح جميع البالغين وبعض المراهقين مؤهلين لتلقي الجرعة المعززة.
لماذا يوصى بالحقن المعززة؟كشف ماركوس بيريرا، وهو أستاذ مساعد في الطب بقسم الأمراض المعدية في جامعة كولومبيا فاغيلوس (منهاتن) أن علماء من إدارة الغذاء والدواء ومركز السيطرة على الأمراض، قاموا بمراقبة البيانات المتعلقة باللقاحات عن كثب، وأكدوا أن حماية اللقاح قد تنخفض بمرور الوقت، وهو ما يعزز في نظره نظرية اللقاحات المعززة.وتحدث بيريرا لموقع جامعة كولومبيا قائلًا: “لذلك، يوصى الآن بحقنة معززة لأي شخص يزيد عمره عن 18 عامًا، تلقى اللقاح قبل ستة أشهر على الأقل”ثم تابع: “اللقاحات من ثلاث جرعات شائعة جدًا، وهذا هو السبب في أن مقاومة أو انتقاد أحد الأدوية المعززة غير منطقي بالنسبة لأي طبيب”.وكشف أيضا أنه بصفته طبيب أطفال عام، كثيرا ما أعطى نفس الحقن في عمر 2 و 4 و 6 أشهر. ثم يعزز ذلك بحقن أخرى، ما بين 12 و 18 شهرًا من العمر، ثم مرة أخرى في سن 4، ثم مرة أخرى في سن 12 عامًا. وقال في الصدد: “هذا المفهوم لتعزيز المناعة ضد الأمراض عالية الخطورة راسخ في الطب”.من جانبه، قال ماركو كافاليري، رئيس استراتيجية اللقاحات بوكالة الأدوية الأوروبية إن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات حول تأثير اللقاحات على المتغيرات الجديدة، وفهم أفضل لتطور الموجة الحالية لتقرير ما إذا كانت هناك حاجة إلى لقاح خاص بأوميكرون أم لا.ونقلت وكالة رويترز عن كافاليري قوله “من المهم أن تكون هناك مناقشة جدية حول اختيار تركيبة اللقاح للتأكد من أن لدينا استراتيجية ليست مجرد رد فعل.. ومحاولة التوصل إلى نهج يكون مناسبًا من أجل منع البديل في المستقبل.وكشف أنه يجري حاليًا محادثة مع مطوري اللقاحات في حالة وجود حاجة للقاح محدث، لكنه أضاف أن أي تغيير من هذا القبيل يحتاج إلى التنسيق على مستوى العالم.يأتي ذلك، في الوقت الذي تنظر فيه بعض الدول في إمكانية تقديم جرعات معززة ثانية للأشخاص في محاولة لتوفير مزيد من الحماية ضد ارتفاع عدوى أوميكرون. وأصبحت إسرائيل أول دولة تبدأ في إعطاء جرعة معززة ثانية، أو تلقيح رابع، لمن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. في المقابل، قالت المملكة المتحدة إن التعزيزات توفر مستويات جيدة من الحماية وليس هناك حاجة إلى جرعة معززة ثانية في الوقت الحالي، لكنها كشفت أنها ستراجع البيانات حتى تتأكد من موقفها، وفق ما نقلته وكالة رويترز.