كتبت كلير شكر في”نداء الوطن”: حتى الآن، تتصرف القوى السياسية، لا سيما الأساسية منها وكأنّ الانتخابات حاصلة في موعدها، أي في أيار المقبل، طالما أنّ احتمال تأجيلها غير مضمون أو محسوم. ولكن، الرسم البياني للحملات الانتخابية، سواء من جهة الممسكين بالسلطة أو الجالسين على مقاعد المعارضة، يثبت أنّ الحراك الانتخابي لا يزال خجولاً وغير متناسب مع المهل الزمنية التي باتت داهمة، كوننا على بعد أشهر قليلة من فتح صناديق الاقتراع. بعبارة أوضح، الكلّ يتصرف على قاعدة أنّ الانتخابات حاصلة… ومش حاصلة. ولكن أياً منهم لا يدرك أي كفة ستطبش في نهاية المطاف.إلّا أنّ حالة التأزم السياسي ترفع من رصيد التأجيل، لأكثر من سبب وسبب. اذ إنّ عودة الحياة إلى الشارع، ولو عبر تحركات محدودة، من شأنها أن تنذر بمزيد من التصعيد الذي قد يطيح بصناديق الاقتراع قبل فتحها. وها هي إتحادات ونقابات قطاع النقل البري تعلن عن موعد جديد لاضراب عام قد يجرّ وراءه سلسلة اضرابات وتحركات اعتراضية، قد يكون بمثابة زيت على نار تأجيل الانتخابات، الذي تريده معظم القوى السياسية، ولو أنّ جميعها يخشى المجاهرة بالأمر أو القيام بأي خطوة قد تصب في هذه الخانة.في هذه الأثناء، لا يزال سعر الدولار يحلّق عالياً من دون أي سقف قد يضبطه في ظلّ حالة التوتر السياسية الحاصلة، والتي قد تطيح بأي آلية من شأنها أن تضبط الانخفاض التاريخي لسعر صرف الليرة، ما يعني أنّ كل السيناريوات المأسوية قد تجد طريقها للتنفيذ من دون أن تواجه أي رادع. ما يعني ايضاً أنّ احتمال تطيير الانتخابات على وقع الانهيار الشامل الذي يخطو خطوات سريعة، لم يعد مستحيلاً!