كتبت غادة حلاوي في ” نداء الوطن”: بمحاولة السير بين النقاط الحمر، حاول لبنان التعاطي مع ورقة الشروط العربية الخليجية. قصد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اجتماع وزراء الخارجية في الكويت حاملاً رسالة شخصية من رئيس الجمهورية ميشال عون الى أمير الكويت، وجواباً على ورقة الشروط. جاء في الجواب اقتراح لبناني بتشكيل لجان مشتركة بين لبنان والدول العربية للبحث في المشاكل التي تعتري العلاقة بينه وبين كل دولة عربية على حدة في محاولة لنزع فتيل الازمة، وكأنه يرمي الى تفنيد شروط المبادرة وفتح نقاش عربي خليجي بشأنها لتبيان عجز لبنان عن تنفيذ اكثر ما ورد فيها. تسلم وزراء الخارجية جواب لبنان طالبين متسعاً من الوقت للدرس افساحاً في المجال لعودة هؤلاء الى قيادات بلادهم قبل القرار النهائي. في الميزان اللبناني فان مجرد قبول الرد وعدم رفضه مؤشر إيجابي يمكن ان يحمل في طياته استعداداً للحوار، اما اذا رفضت صيغة الرد التي تقدم بها فيكون لبنان من وجهة نظر المعنيين قد حقق براءة ذمة وقدم اقصى ما يمكن ان يُقدم عليه، وتكون الدول العربية حينذاك قد اتخذت قرارها بالمواجهة، وهو الاحتمال الذي يستبعده المسؤولون في لبنان، علماً ان ثمة من بينهم من هو على بينة ان صياغة الورقة تمت في دولة خليجية بمساعدة من هو أعلم بالتفاصيل اللبنانية الداخلية بدليل التطرق الى مسألة الدولة المدنية. سلم لبنان جوابه الى مجلس وزراء جامعة الدول العربية التي لم تكن كلها شريكة في صياغة المبادرة فهل ستتم مناقشة الرد خليجياً فقط ام خليجياً وعربياً، واذا كانت المهلة التي حددتها دول الخليج للبنان لم تزد على مهلة اسبوع فكم سيستغرق الرد الخليجي العربي. في التحليل هناك وجهة نظر تعتبر ان الخطوة لم تكن محسوبة العواقب بشكل دقيق، فالدول العربية ومن بينها دول الخليج تدرك استحالة تنفيذ لبنان الشروط التي تضمنتها الورقة بمجملها، واذا كانت الورقة قد صيغت خليجياً فقد لا تحظى بإجماع عربي بالنظر الى ارجحية معارضة دول عربية على نصها كالعراق والجزائر وغيرهما، فضلاً عن تأكيد البعض ان الاردن ومصر لم يطلعا مسبقاً على مضمونها التفصيلي بل على فكرة المبادرة كمبادرة بما يعزز الشكوك بالتحفظ عليها في ما لو عرضت على التصويت.
كان لافتاً ارجاء الاطلالة المتلفزة للامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله والتي كانت مقررة امس. وفي حين لم يعلن رسمياً عن المقابلة الا ان البعض لم يستبعد ان يكون قرار الارجاء مرده الى عدم وضوح صورة مفاوضات فيينا بعد، فيما رأي آخر يقول ان «حزب الله» لم يشأ احراج الحكومة بأي رد على المبادرة الخليجية خاصة وان الرد عليها لم يتوضح بعد.
المصدر:
غادة حلاوي – نداء الوطن