كتب المحرر القضائي:
في محلة شارل حلو، أمام تمثال المغترب، أوقفت دورية من فوج الطوارىء الظنّين كريم.ش بعد أن ضبطت معه قطعة من حشيشة الكيف بحجم حبة الفول، فسلّمته الى فصيلة الجميزة.
ولدى الإستماع اليه من قبل الفصيلة المذكورة، أفاد أنه يتعاطى حشيشة الكيف التي يشتريها من شخص يجهل هويته في محلة الدكوانة بمبلغ خمسين ألف ليرة لبنانية، وأنه دخّن من الكمية التي إشتراها منذ نحو ثلاثة أسابيع سيجارة واحدة بتاريخ توقيفه، وقد علم ببائع المخدرات من خلال تقرير نشرته إحدى المحطات التلفزيونية، مضيفاً أنه يتناول دواء proxac (مهدىء للأعصاب) كونه يعاني من الإكتئاب وإنقطاع النفس ومن أمراض نفسية وعصبية، وأنه قد أُدخل الى مستشفى دير الصليب في جل الديب للمعالجة مدة شهرين.
ولدى التحقيق معه في مكتب مكافحة المخدرات المركزي، أفاد أنه يستحصل على المخدرات من المدعو علي.ز في محلة الدكوانة، وقد قصده الى هناك قبل حوالى أسبوعين، وإشترى منه كمية قليلة من حشيشة الكيف، مضيفاً أن علي هو شاب عشريني، أبيض البشرة، بني العينين وأسود الشعر، وقد كرّر الظنّين إفادته السابقة، علماً أن نتيجة الفحص المخبري الذي أُجري له جاءت إيجابية لجهة تعاطي الحشيشة ومادة الكوكايين.
وتبيّن من التحرّيات والإستقصاءات بأن علي.ز مدّعى عليه أمام القضاء وقد صدرت بحقه نحو 60 أسبقية بجرائم الترويج والإتجار بالمخدرات، وهو متوارٍ عن الأنظار.
وفي التحقيق الإستنطاقي، كرّر الظنّين إفادته الأولية، مضيفاً أنه إشترى المخدرات من محلة رأس الدكوانة من شخص ملقب ب “العصفور” الذي يروّج المخدرات بواسطة أشخاص يعملون لديه، وأن أحدهم أعطاه مادة الكوكايين.
وفي الجلسة المنعقدة أمام المحكمة، كرّر الظنّين إفادته، مضيفاً أنه إستحصل على الحشيشة من المدعو “أبو سلّة”، وأنه يتابع علاجه، وقد أبرز لاحقاً إفادة صادرة عن لجنة مكافحة الإدمان تفيد بشفائه.
أما المتّهم علي.ز فقد تمت محاكمته غيابياً وإعتباره فارّاً من وجه العدالة، وإنفاذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي فؤاد مراد قرّرت بالإتقاق تجريم المتّهم علي.ز بجناية المادة 125/ مخدرات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة به، وتغريمه مبلغ 50 مليون ليرة لبنانية، وتجريده من حقوقه المدنية، والتأكيد على إنفاذ مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه، كما قرّرت وقف التعقّبات بحق الظنّين كريم.ش بجرم المادة 127/مخدرات.
