طبول الانتخابات تُقرع على وقع التجاذبات الاقليمية

10 فبراير 2022
طبول الانتخابات تُقرع على وقع التجاذبات الاقليمية

بات شبه مؤكد فشل المحاولات الغربية لاقناع السعودية بتبديل وجهة نظرها تجاه لبنان القائمة على الإنكفاء الكامل في ظل سيطرة إيران التامة على مفاصل الدولة والقرار السياسي، ما يعني سقوط المبادرة الكويتية من جهة ودخول لبنان في مرحلة انعدام الوزن.

 
تؤكد أجواء ديبلوماسية ، بأن الجانب الأميركي يبدي متابعة دقيقة للملف اللبناني انطلاقا من اهمية الحفاظ على المصالح الحيوية في المنطقة، وبالتالي يختلف تعامل الإدارة الحالية لناحية التشديد على تلبية المطالب في السياسة والأمن و تقاسم الثروات الطبيعية كأولوية مطلقة ، قبل الانخراط في وحول الداخل لناحية مواجهة سطوة حزب الله و تحقيق توازن سياسي عبر شركاء محليين.
 
بالمطلق، استطاعت إيران  تحقيق تقدم دون جهد على رقعة الشطرنج اللبنانية، فنفض السعودية ايديها كما دول الخليج العربي يعني أحكام القبضة بشكل نهائي، وهو ليس بالإنجاز اليسير تحقيقه دون تقديم تنازلات، رغم قلق  حزب الله من غياب تيار المستقبل عن المسرح السياسي والذي سيؤدي حكما إلى إنكفاء سني عام، ما يساهم حكما في تحميل تبعات الانهيار إلى الحزب وشريكه التيار الوطني الحر منفردين.
 
لذلك ، وأبعد من الاستحقاق  الانتخابي المرتقب تحت عنوان حسم  الاغلبية في مجلس النواب ، تبدي الإدارة الأميركية اهتماما استثنائيا بدعم المؤسسة العسكرية  دون سائر الأجهزة الأمنية، نظرا  لقدرة الجيش على ضبط الوضع الأمني من جهة و صد التمدد العسكري لحزب الله خارج  الحدود المسموح بها وتقييد حركة حزب الله عبر رصد الحدود البرية والبحرية كما تشديد لعمل بمقتضيات القرار الدولي 1701.
 
في هذا الإطار، يبرز الدور التركي الذي يبدي رغبة في التعاطي المباشر في الشأن اللبناني انطلاقا من السعي لتقويض نفوذ إيران وعدم إلحاق لبنان بالمحور الايراني بشكل كامل كما وسد الفراغ بعد الإنكفاء الخليجي، وهذا ما يعيد  خلط الأوراق بشكل نهائي خصوصا في ظل تصاعد وتيرة المواقف الروسية المتعلقة في لبنان والتي تشدد على ضرورة الحوار الوطني كسبيل وحيد لتجاوز الازمات.
 

المصدر:
لبنان 24