أنهى عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشاركة في الحياة السياسية وفي الانتخابات المقبلة، أي أمل لنجاح أخيه بهاء في بناء حيثية سنّية كان يطمح إليها.
تراكم الأخطاء
حاول بهاء عبر حركة سوا للبنان أن يشكل حيثية له في المناطق، لفرض نفسه لاعباً في السياسة، لكن تراكم أخطائه منذ دخوله عبر “المنتديات” وتشكيل مجموعات مشاغبة في الشارع، خلال انتفاضة 17 تشرين، ووصولاً إلى كيفية الدخول إلى معركة الانتخابات، أدت عدم حصد أي رصيد شعبي يمكن الركون إليه، كما تقول مصادر مطلعة على حركته السياسية.
وتضيف المصادر أن ترشح سعد الحريري كان سيعطي بهاء فرصة لخوض المعركة ضده.
ثم أتى عزوف سعد الحريري لينهي مسيرة بهاء قبل أن تنطلق في الانتخابات.
رفض شعبي
منذ البداية حاول بهاء الدخول إلى كل الدوائر الانتخابية وخصوصاً حيث الصوت السني مؤثر. لكنه اصطدم برفض شعبي له. ولم يتجاوب معه إلا المناصرين الذين وظفهم وأمن لهم مساعدات.
من الترشح أو دعم مرشحين في الدوائر الـ15 في لبنان، تراجعت حظوظه مع الوقت، لينحصر عمله في أربع مناطق. في منطقتين، قرر خوض المعركة بمرشحين مباشرين. وفي الإثنتين المتبقيتين قرر دعم مرشحين مستقلين. لكن حتى هذا الخيار اصطدم على أرض
وتشرح المصادر أنه في بيروت الثانية قرر ترشيح مدير أعماله صافي كالو، إضافة إلى شخصية سنية في البقاع الغربي. وقد تفاوض مع أحد نواب زحلة لدعم مرشحه في البقاع الغربي، لما لهذا النائب من رصيد في البقاع الغربي. لكن بالمقابل يحصل نائب زحلة على الأصوات السنية التي استقطبتها حركة سوا للبنان في البقاع الأوسط.
أما في دائرة كسروان جبيل فقرر دعم ترشيح الدكتور سليم هاني، وفي الشمال الثالثة دعم المحامي مجد حرب، كمستشارين لحركة سوا للبنان قانونياً وطبياً.
رفض المعارضة
لكن الترشح في بيروت اصطدم بعائق رفض قوى المعارضة له. ووجهت له نصائح بأنه حتى مجرد إعلان دعم اللائحة غير مناسب في العاصمة.
فالشارع البيروتي متعاطف مع سعد الحريري وينظر إلى بهاء أنه يريد الصعود على ظهر أخيه. وفي حال أراد بهاء بناء حيثية شعبية، عليه الاكتفاء بدعم لوائح المعارضة والجلوس جانباً في هذه الدورة الانتخابية. ويمكنه دعم اللوائح لكن بشكل غير مباشر، كي لا تثار حفيظة الشارع البيروتي ضد اللائحة من ناحية، وحفيظة قوى المعارضة الرافضة حتى لأحزاب تقليدية في صلب المعارضة.
فكر بنقل كالو إلى دائرة صيدا، كونه ابن المدينة بالأساس، مستغلاً عدم ترشح النائبة بهية الحريري.
لكن مصادر صيداوية أكدت أنه يستطيع ترشيح كالو في أي منطقة أخرى أفضل من صيدا.
فكالو معروف جيداً للصيداويين ويحفظون كل الطعنات التي وجهها لسعد. والشارع الصيداوي متعاطف مع سعد أكثر من بيروت، ما يعيق تسويق كالو. أما ترشّح الشخصية “الحربية” في البقاع الأوسط فلم يتمكن من تسويقها هناك.
دعم مرشحين
وتؤكد المصادر أنه لم يبق أمام بهاء أي خيار آخر غير دعم مرشحين مستقلين. فهو لم يتمكن من تكوين حيثية شعبية يمكنه صرفها مع قوى المعارضة أو حتى مع قوى السلطة.
وهذا ما دفعه إلى عدول عن خوض المعركة بمرشحين مباشرين.
وهذا الخيار أسلم له، كي لا يحصل على نتائج متواضعة جداً، لا تمكنه من التحرك بأريحية مستقبلاً.
وفي حال أحسن الصنع، عليه التواضع ودعم لوائح المعارضة، لكن بشكل غير مباشر، لحجز موقع له مستقبلاً في صفوف قوى المعارضة.