تتجه الأنظار اليوم ترقباً للموقف الانتخابي الذي سيعلنه الرئيس فؤاد السنيورة عقب عزوف “تيار المستقبل” عن المشاركة في الاستحقاق المقبل، واسترعى الانتباه تأكيد دار الفتوى أمس على أنها لن تتدخل في العملية الانتخابية ولن تدعم “لا مرشحاً على آخر ولا لائحة على أخرى”، لكنها في الوقت عينه وضعت عنوانا “توجيهياً” عريضاً للمقترعين السنّة حثتهم فيه على “اختيار الأفضل لمشروع بناء الدولة ومؤسساتها”.وكتبت” اللواء” : يعقد اليوم الرئيس فؤاد السنيورة مؤتمراً صحفياً يعلن فيه عزوفه عن الانتخابات مع دعوة الناخبين الى الاقتراع”.
وذكرت «البناء» أن عدداً من أعضاء كتبة المستقبل سيحسمون أمرهم بالترشح على لوائح مستقلة أو ضمن لوائح واحدة لن تكون تحت راية تيار المستقبل أو الحريري، أو سيتحالفون مع أحزاب من 14 آذار وآخرين من 8 آذار.
وكتبت” النهار”:بدا لافتا مضي “حزب الله” في تصعيد خطابه السياسي – الانتخابي على نحو مبكّر جدا سبق فيه معظم الافرقاء السياسيين والحزبيين بما يعكس قرارا واضحا باستعجال فتح المعركة الدعائية والإعلامية لاسباب خارجية وداخلية باتت تتصل بمجموعة استحقاقات يرى معها الحزب ان يقدم صورته كمنخرط اول وأساسي في المناخ الانتخابي. وبعد مواقف متشددة اطلقها مسؤولون في الحزب في الأيام الأخيرة على وقع اطلاق الحزب طائرة مسيّرة في الأجواء الإسرائيلية، ذهب رئيس المجلس السياسي في الحزب ابرهيم أمين السيد امس الى اعتبار “الانتخابات النيابية المقبلة بمثابة حرب تموز سياسية، لأنهم يريدون سلاحنا ومقاومتنا ومجتمعنا لكي تكون الكلمة في بلدنا لإسرائيل وأميركا”.
وكتبت” نداء الوطن”: لوحظ أمس إصدار “الحزب التقدمي الاشتراكي” بياناً عالي السقف والنبرة تأكيداً على مضيه قدماً في التصدي لـ”أعداء السيادة والإصلاح” وإجهاض “الحملة المبرمجة التي تستهدف علاقاتنا بالعمق العربي وانتماءنا للخط السيادي وزرع التفرقة في بيتنا الداخلي”… وهي اتهامات صبّت في مجملها في خانة التصويب على سعي “حزب الله” الدؤوب لتطويق وليد جنبلاط انتخابياً وكسر زعامته درزياً، عبر محاولة انتزاع “نصف المقاعد الدرزية” في الانتخابات المقبلة من يد جنبلاط، الأمر الذي وضع زعيم المختارة أمام “معركة انتخابية مصيرية” للحؤول دون تمكين “حزب الله” من تحقيق مبتغاه في شقّ الصفّ الدرزي.وفي هذا السياق، كشفت معلومات “نداء الوطن” أنّ “حزب الله” أبلغ قيادة “الاشتراكي” عبر قنوات التواصل الرسمية بين الجانبين أنه عازم على خوض المعركة الانتخابية إلى جانب طارق الداوود في راشيا ووئام وهاب في الشوف، مشيرةً إلى أنّ الهدف الأساس من الأجندة الانتخابية لـ”حزب الله” على الساحة الدرزية هو الوصول إلى نتيجة تجعل منه “شريكاً مضارباً” لجنبلاط عبر تقاسم المقاعد الدرزية معه، من خلال دعم ترشيح الداوود ووهاب، فضلاً عن اتكاله على الجانب الأخلاقي الذي يحتم على جنبلاط ترك مقعد شاغر لطلال أرسلان، واعتباره أنّ مقعد حاصبيا مضمون ومقعد بيروت الدرزي بات في متناول اليد بعد انكفاء “تيار المستقبل”.وفي حين آثرت مصادر “الاشتراكي” عدم الخوض في حسابات “حزب الله” الانتخابية، اكتفت بالتأكيد على أنه “بات واضحاً من خلال أداء “الحزب” أنه قرر أن يفتح النار الانتخابية علينا في بيروت والجبل والمناطق، معتقداً أنّ اللحظة مؤاتية للانقضاض على وليد جنبلاط وما يمثله من أبعاد سياسية وسيادية”، وأردفت: “نحن بالفعل أمام معركة مصيرية يجب علينا التصدي لها بالصمود والتصميم على منع انهيار الخط السيادي في البلد، لكن أمامنا 3 تحديات لخوض هذه المعركة: التحدي الأول هو كيفية تجاوز حالة اليأس والإحباط التي تتملك اللبنانيين في ظل الواقع المعيشي المنهار وإعادة استنهاضهم انتخابياً، والتحدي الثاني يكمن في تحصين سبل الصمود والتصدي تحت وطأة الافتقار إلى وجود حلف سيادي وازن ومتراص في المواجهة الداخلية الراهنة كما كان الأمر إبان حقبة تحالف 14 آذار، بالتوازي مع الانكفاء العربي الكلي عن الساحة اللبنانية، مقابل التحدي الثالث المتمثل بوجود اندفاعة شرسة للمحور الآخر سعياً للإطباق على لبنان في ظل توفر ظروف داخلية وخارجية تساعده على تحقيق هدفه”.