قد تكون دائرة المتن الشمالي احدى اكثر الدوائر الانتخابية وضوحا من حيث الاحجام والنتائج المتوقعة، اذ ان هذا الوضوح انعكس على واقع التحالفات السياسية والانتخابية في الدائرة والتي باتت واضحة وتكاد تكون حاسمة بالرغم من تردد بعض الشخصيات بالانضمام الى بعض اللوائح…
شكل انفصال كل من التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق احد الاحداث الاساسية في الدائرة، اذ ان “التيار” بات شبه وحيد ومن دون تحالفات جدية، وهذا ما يضع حواصله الانتخابية في دائرة الخطر غير القابلة للحل.
كما ان انفصال الطاشناق عن “التيار ” ساهم في تحريك واقع التحالف في المتن الشمالي حيث وجد المرشح ميشال المر مثلا، ان التحالف مع الكتلة الارمنية الاكبر اكثر فائدة من التحالف مع اي قوة سياسية اخرى، وهذا ما حصل اذ يعمل الطرفان على تشكيل لائحة تنافس على خاصلين كما انه من المستبعد انضمام اي شخصية سياسية بارزة الى هذه اللائحة.
بقي التيار الوطني الحر وحيدا في المتن لكنه قادر على ضمان الوصول الى الحاصل الانتخابي الاول في حين يبقى الحاصل الثاني صعبا الا في حال ترشح الوزير الياس ابو صعب على اللائحة العونية .
المفاجأة الكبرى في المتن هي لائحة الكتائب، اللائحة الاقوى في الدائرة اذ تضم، اضافة الى الكتائب، العونيين السابقين ممثلين بطانيوس حبيقة والنائب السابق غسان مخيبر اضافة الى لوري هايتايان، والامر الذي يجعلها قادرة على الخرق بثلاثة نواب على اقل تقدير..
الافضلية التي ستحصل عليها الكتائب من هذه اللائحة انها تضم مرشحين اقوياء على مختلف المقاعد كما انها تضم وجوها مقبولة لدى القواعد الشعبية للمجتمع المدني ما قد يمكنها من تحقيق “موجة” شعبية لحظة الانتخابات لتصبح الكتائب القوة الاكبر متنيا في ظل عدم تمكن خصومها من الحصول على اكثر من حاصل واحد.
اما لائحة القوات اللبنانية، وبحسب ارقام الانتخابات النيابية السابقة ستكون امام معركة جدية من اجل تأمين الحاصل الاول خصوصا في ظل معاناتها بإيجاد حليف انتخابي قادر على استقطاب بضعة الاف من الاصوات لتدعيم اللائحة.
اذا قد تخطو الكتائب اللبنانية خطوة جدية في احدى اكبر الدوائر المسيحية نحو تكريس نفسها قوة شعبية ونيابية مسيحية لا يمكن تخطيها بعد سنوات من الانكفاء الحاصل لاسباب ذاتية وموضوعية، ولعل هذه النتيجة ستكون احدى ابرز النتائج والتداعيات لنتائج انتخابات المتن الشمالي..