في صيدليات لبنان، “ضايع الشنكاش”، والشنكاش لمَن لا يعلم كلمة لا نَسب لها ولا جذر في معاجم اللغة العربية، لكنها بالعامية المتداولة تعني التقدير والظنّ، وبالتالي فالعبارة تعني تعميم الفوضى وضياع المنطق بشكل مقصود أو غير مقصود.
وشنكاش الصيدليات في لبنان ضائع بكل المعايير مع توافر أدوية ” مدعومة” بين وقت وآخر وأن بأعداد ضئيلة جداً على سعر الصرف ١٥٠٠ ليرة للدولار، فمن أين تظهر هذه الأدوية الرخيصة والمدعومة؟ ومن هي الصيدليات ” المحظية” التي تحصل عليها ولمن تبيعها؟
لا أجوبة واضحة عند الصيادلة لهذه الأسئلة التعجيزية، هم فعلاً لا يعلمون”ما ورائيات” الأدوية المدعومة التي تصل اليهم، وكل ما يعرفونه أن الشركات المستوردة للأدوية ترفدهم بأعداد ضئيلة وبالقطارة لا تتخطى العلبتين من الدواء الواحد المدعوم لكل صيدلية.
لا يتردّد الصيادلة كثيراً في الإجابة على سؤال ” لمن تّباع الأدوية المدعومة” التي تصلهم، فهي تُخصص لل clientèle أي الزبائن الدائمين للصيدلية، فلهم الأفضلية.
من الثابت أن لا علاقة للصيادلة بإستيراد الدواء وتسعيره، وفي الوقت الذي يبحث فيه اللبنانيون عبثاً عن أدويتهم في الصيدليات التي بدأ عددها بالتقلص، مع إقفال نحو ٦٠٠ صيدلية في غضون سنتين، وإنتشار ظاهرة إعلان مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي عن أدوية يحتاجونها، أو حتى عرضهم أحياناً لأدوية متوفرّة لديهم مجاناً، سيبقى شحّ إحتياطي الدولار لدى المصرف المركزي قلقا مرافقا ليوميات اللبنانيين وسيبقى الشنكاش ضائعاً كفصلٍ من فصول تداعيات الإنهيار الإقتصادي ومواجهة الأزمات والتراكمات على الصعيد الصحي كما الصعد كافة.
المصدر:
لبنان 24