من الواضح ان لحزب الله معركة اساسية في الانتخابات النيابية المقبلة وهي دعم حلفائه بكافة انواع الدعم الممكنة، واثبات قوتهم والحفاظ على كتلهم النيابية خصوصا بعد كل الازمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها لبنان في السنوات الاخيرة.
يريد الحزب تحقيق امرين من خلال تغزيز قوة حلفائه السياسيين وتحديدا من هم خارج الطائفة الشيعية، الامر الاول هو تحصيل الاكثرية النيابية مرة اخرى، اذ لا يمكن للحزب الفوز بهذه الاكثرية الا في حال في حال فاز حلفاؤه بعدد مماثل من المقاعد النيابية التي فازوا بها عام ٢٠١٨.اما الهدف الثاني للحزب فهو اثبات استمرار حيثيته الوطنية، وان لديه حلفاء جديين خارج اسوار الطائفة الشيعية، وهذا ما ينهي اي فرضية للحصار او العزل السياسي في المرحلة المقبلة التي من المفترض ان تكون بالغة الحساسية في الحياة السياسية اللبنانية…
من المؤكد ان حزب الله يضع امامه فكرة فوز حلفائه بكتل سنية ودرزية ومسيحية جدية في مقابل فوزه بكامل المقاعد الشيعية وهذا قد يكون افضل سيناريو انتخابي سيتمكن بعده الحزب من اثبات قوته داخل المؤسسات لسنوات طويلة قادمة.اولى اولويات حزب الله هي “التيار الوطني الحر”، الذي تعرض، من وجهة نظر الحزب لضغوط كبيرة واستهداف اكبر لانه تحالف معه، وعليه فإن التخفيف من خسائره واجب سياسي على الحزب، وأحد اهم الاسلحة التي ستكون رادعة في المستقبل وتحد من اي استهداف لحلفاء حزب الله على اعتبار انه لا يؤدي الى نتيجة.الحفاظ على قوة التيار النيابية تعني أن الحزب لا يزال يمتلك غطاءً مسيحيا وان خسارته الوطنية محدودة نسبيا، لا بل إن الحزب سيثبت انه يحمي حلفائه الذين يتعرضون لضغوط وعقوبات بسببه وهذا ما سيكون عامل اطمئنان لاي قوة سياسية ترغب بالتحالف مع الحزب في المستقبل.
الاولوية الثانية هي تعزيز الكتل النيابية السنية والدرزية، لذلك يظهر أن حزب الله مصر مثلا على خوض معارك للفوز بالمقاعد الدرزية في هذه الدائرة او تلك، ما قد يؤدي الى فوز قوى الثامن اذار بنصف المقاعد الدرزية وربما اكثر، فيما سيتكفل غياب تيار المستقبل عن الساحة الانتخابية بتقدم “سنّة الثامن من اذار” مقارنة بالانتخابات السابقة.