كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”:ربحت لوائح وليد جنبلاط، في انتخابات 2000، المقاعد الـ19 كلها في دائرتي الشوف وعاليه – بعبدا، من بينها المقاعد الدرزية الثمانية. في انتخابات 2022، يدافع الزعيم الدرزي عن مقعديْ طائفته داخل الشوف أولاً، ويخسر سلفاً نصف المقاعد الثمانية، هو الذي اعتاد أن يترك من بينها واحداً شاغراً. انتخابات دائرة الشوف – عاليه هذه المرة مثيرة للقلق لديه أكثر من أي وقت مضى.
كان من المفترض أن يعلن نجله النائب تيمور جنبلاط لائحة الشوف – عاليه السبت المنصرم. لكن جنبلاط الأب اختار السفر إلى باريس. شاءت المصادفة أن يكون في الطائرة نفسها مع سليمان فرنجية. بات إعلانها مؤجلاً إلى نهاية الأسبوع الجاري ريثما يكتمل مرشحوها. كذلك اللائحة المنافسة التي تجمع ائتلاف النائب طلال إرسلان والتيار الوطني الحر والوزير السابق وئام وهاب نهاية هذا الأسبوع، بعدما قطع الاتفاق على تعاونهم شوطاً بعيداً، قبل الوصول إلى 4 نيسان موعد إقفال تأليف اللوائح.
المطلعون على موقف جنبلاط، يتحدثون عن قلق غير مسبوق وهو يواجه استحقاقاً كثر من حوله الخصوم، من غير أن يطمئن كثيراً إلى الشركاء الذين يحتاجون إليه هو، أكثر من حاجته إليهم.أول مصدر لقلقه، هو المقعد الدرزي الثاني في الشوف الذي حمله على الطلب من النائب السابق مروان حمادة الترشح مجدداً بعدما أبدى رغبته في العزوف، فيما مَالَ رئيس اللائحة تيمور جنبلاط إلى استبعاد حمادة، مفضّلاً عليه اسماً أكثر شباباً هو مدير مكتبه حسام حرب. أقرن حمادة موافقته على العودة إلى اللائحة بشرطين: حصوله على كل الأصوات التفضيلية المعطاة للنائب نعمة طعمة العازف عن الترشيح، مضافاً إليها أصوات المقترعين الدروز غير المقيمين. المنافس الدرزي المعلن لحمادة، هو وهاب المرشح عن الشوف في لائحة الائتلاف الثلاثي المتحالف مع حزب الله.بعدما قيل الكثير عن انتخابات 2018 وترشيح وهاب حينذاك والمعطيات المتناقضة عن الأصوات التي حازها، ثمة شكوك تساور جنبلاط في المدى الذي من شأنه مدّ وهاب بأصوات فوز تنتزع المقعد الدرزي الشوفي الثاني منه. بذلك تكون المواجهة عبرت أسوار المختارة إلى داخل البيت.
ثاني مصدر قلق لجنبلاط، توقعه تقلّص الكتلة النيابية لنجله إلى أربعة دروز فحسب، هو المستأثر في الغالب بسبعة من المقاعد الثمانية، ما خلا في انتخابات 2000 عندما اجتاحها كلها. في الاستحقاق المقبل، يواجه خسارة مقعديه الدرزيين في بيروت والبقاع الغربي لمصلحة إرسلان، من غير أن يربح المقعد الدرزي في حاصبيا وإن في عهدة صديقه الرئيس نبيه برّي.
ثالث مصدر للقلق، هو الحليف الماروني المعوَّل عليه من خارج التحالف الحزبي، كان سبباً في تأجيل إعلان اللائحة السبت. كلتا اللائحتين المتنافستين تفاوضان الوزير السابق ناجي البستاني الذي كان ترشح في انتخابات 2018 وخسر بسبب الحاصل. المحسوب في الانتخابات المقبلة أنه سيأتي إلى لائحة جنبلاط بالحاصل الثامن، وإلى لائحة إرسلان – وهاب – التيار بالحاصل الخامس. لم يُعطِ جواباً بعد، ويراجع خياراته.
رابع مصدر للقلق، هو موقف حزب الله من جنبلاط الأب الذي أكثَرَ في الآونة الأخيرة في انتقاده. فيما ينقل عن الحزب، أنه سيواجه جنبلاط من غير أن يوجعه. في ذلك إشارة ضمنية إلى أنه لن يدخل إليه في المختارة في انتخابات 15 أيار. مغزى الإشارة يحتمل تفسيرين: أولهما أنه لن يتعرض لترشيح أبو الحسن في بعبدا الذي يحظى برعاية برّي، بيد أنه في صدد الذهاب بعيداً في «تحجيم» جنبلاط. أما ثانيهما فتطمين جنبلاط إلى أنه لن يجبهه في عقر داره، ما يطرح علامة استفهام عن مغزى ترشيح وهاب.
خامس مصدر للقلق، هو التصويت السنّي في إقليم الخروب. في تقديرات أولى، على أثر اعتزال الرئيس سعد الحريري، رُجّح اعتكاف التصويت السنّي ما بين 25 إلى 30 في المئة. بعد تراجع الرئيس فؤاد السنيورة تردد أن النسبة ارتفعت إلى 45 في المئة، في مؤشر دال على هيمنة الحريري على القرار السنّي في الإقليم، كما في مناطق الغالبية السنّية.