“قاتلة الطائرات المسيرة” سقطت في أوكرانيا”قاتلة الطائرات المسيرة” سقطت في أوكرانيا

26 مارس 2022
“قاتلة الطائرات المسيرة” سقطت في أوكرانيا”قاتلة الطائرات المسيرة” سقطت في أوكرانيا

قاتلة الرادرات الروسية كراسوخا-4.
كشفت تقارير غربية أن الجيش الأوكراني استولى على وحدة تحكم بمنظومة حرب إلكترونية روسية متطورة، سيتم نقلها إلى الولايات المتحدة لفحصها وكشف أسرارها.
ونشر الجيش الأوكراني صورا يزعم أنها لمنظومة “كراسوخا-4” الروسية المتخصصة في أعمال التشويش المتقدم، ولا تزال مواصفاتها سرية.
وقال إنه جرى نشر الصور بعد الاستيلاء عليها. ويقول خبراء عسكريون لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “كراسوخا-4” من منظومة الحرب الإلكترونية تشكل درعا للقوات الروسية.
وبحسب هؤلاء، يمكن تركيب هذه المنظومة على متن طائرات أو على ظهر شاحنات نقل ثقيلة، ومهمتها حماية القوات من مختلف طائرات التجسس، وتعطيل الرادارات من رؤية الطائرات المقاتلة.
 تفاصيل العملية
واستولى جنود أوكرانيون على وحدة التحكم الروسية، في الجزء الشمالي من مدينة ماكاريف بالقرب من العاصمة كييف.
ويصل نطاق تلك الوحدة الروسية إلى 290 كيلومترا مع نظام تشويش قوي للغاية، يُمكنه إلحاق أضرار بالمعدات الإلكترونية الحساسة على الطائرات، حسب تقارير عسكرية.
وتقول صحيفة “التايمز” البريطانية إن الوحدة الروسية تم الاستيلاء عليها بعد تضررها على مشارف كييف، حيث بدأت الأجهزة الغربية بفحص تلك المعدات.
والتقطت صورة للحاوية الخضراء التي تضم هذه التقنية وهي مقلوبة على جانبها، مع وجود أفرع مبعثرة عبر الجزء العلوي في محاولة روسية للتمويه.
وقال محللون عسكريون، للصحيفة، إن حادثا لا يمكن إصلاحه دفع الروس للتخلي عنها، بينما رجح البعض أنها سقطت عن الشاحنة خلال عملية انسحاب روسية، وتم تركها دون تدمير.
أما صحيفة “تلغراف” البريطانية، فقالت “سيتم نقلها إلى ألمانيا، ثم إلى الولايات المتحدة، حيث ستتم دراستها بعناية لكشف أسرارها، وربما يساعد ذلك الحلفاء الغربيين في جعلها بلا فائدة بساحة المعركة”.
وتتكون منظومة الحرب الإلكترونية الروسية من طرازين مختفلين: طراز “كراسوخا-4” ونظام “كراسوخا-2″، ولكل منهما قدرات وخصائص عسكرية مختلفة.
*قدرات محطة “كراسوخا-4”
محطة التشويش “كراسوخا-4” تتكون من وحدة قيادة داخل حاوية موضوعة على شاحنة، مع مركبة منفصلة تستخدم لحمل مستشعرات الحرب الإلكترونية.
وتُوصف هذه المنظومة بـ”قاتل الرادارات والطائرات المسيّرة”، وهي محطة للتشويش بهدف تحييد الأقمار الاصطناعية ذات المدار المنخفض والمخصصة للتجسس، والطائرات المسيّرة، والصواريخ التي تظهر على الرادار، واستخدمت لأول مرة عام 2010.
كما أن مداها ونطاقها الواسع يسمح لها بالتعامل مع محطات الرادار الأرضية والمحمولة جوا، حيث تستطيع إرسال إشارات تشويش قادرة على إبطال قدرة أي رادار من رادارات العدو.

وتكشف الأهداف الجوية على بُعد 300 كيلومتر تقريبا، وتمنع اكتشاف الأهداف في المنطقة المحمية، ويمكنها إحداث أضرار دائمة للأجهزة الموجهة بالراديو والإلكترونيات.
“كراسوخا-4” منظومة إلكترونية نقالة، تم إنتاج عدة إصدارات منها،  وهي من تصميم شركة “روستيك كونغلوميرات” في عام 2009، وتم تحديثها عام 2014.
وتتميز “كراسوخا–4″، بشكلها غير الاعتيادي، فهي محطة ذات هوائي كبير شبه دائري يحاكي نظم الاتصالات الفضائية والمثبت على قاطرة “فوشينا” رباعية المحور.
وتعد طرازا فريدا من منظومات الحرب الإلكترونية التي تعمل ضمن منظومات الدفاع الجوي، وهي مطابقة لقوانين الأسلحة الدولية.
كانت روسيا أبدت اهتماما كبيرا بتطوير منظومات الحرب الإلكترونية بعد الحرب مع جورجيا عام 2008، وتوجد في قاعدة حميميم الروسية في سوريا بداية من عام 2015.
ويصل نصف قطر منطقة التغطية لـ”كراسوخا-4″، خلال قمع أنظمة الرادار من طائرات الاستطلاع التكتيكي، من 11 إلى 19 كيلومترا من الاستحواذ على الهدف، وفي نظم مكافحة الحرائق يبلغ من 16 إلى 41 كيلومترا، وعند التعامل مع المركبات الفضائية نحو 15 إلى 25 كيلومترا، أما مُدة نشر تلك المنظومة فتصل إلى 20 دقيقة فقط.
“كراسوخا-2”
ويوجد لتلك المنظومة الإلكترونية طراز آخر منها يدعى “كراسوخا-2″، ويعد هذان النوعان من منظومات الدفاع الجوي الأكثر سرية في الترسانة الروسية، وتعمل الكثير من الدول وعلى رأسها الصين على التعاقد للحصول عليهما.
وطراز “كراسوخا-2” يهدف إلى تشويش منظومة “أواكس” التجسسية، كما أنه قادر أيضا على التشويش الرادارات المحمولة جوا الأخرى، مثل الصواريخ الموجهة بالرادار.
ويتلخص عمل تلك المنظومة في أنه حال التشويش على الصواريخ، يُعطى لها هدف خداعي بعيد عن الهدف الأصلي لضمان أن الصواريخ لم تعد تشكل تهديدا.
كما أنها تحمي الأهداف المتحركة فائقة الأهمية؛ مثل الصاروخ الباليستي الروسي قصير المدى، “إسكندر”.
وحسب تقارير عسكرية، فإن “كراسوخا” التي تعد منظومة فريدة لا مثيل عالميا تسهم في اكتشاف جميع عناصر الهجوم الجوي والقضاء عليها؛ وعلى رأسها الصواريخ الباليستية العابرة القارات، والطائرات بدون طيار، والحفاظ على أرواح عناصر الدفاع الجوي حال استخدام العدو أسلحة متقدمة ودقيقة.
ويقول البروفيسور فاديم كوزيولين، أستاذ أكاديمية العلوم العسكرية الروسية، إن المهندسين الروس اخترعوا وصنعوا وسائط كثيرة مضادة للطائرات المسيّرة؛ منها ما يُعرف باسم “كراسوخا”، منوها بأن نظام “كراسوخا” بإمكانه “دفن أي نوع وأي طراز من الطائرات المسيّرة مهما كان تطورها”.
ويُضيف أن “نظام “كراسوخا” لا مثيل له في العالم ومن وسائل الحرب الإلكترونية والتشويش السرية التي لم يتم الكشف عن مواصفاتها حتى الآن”.