يتكرر المشهد السياسي والانتخابي ذاته في دائرة البقاع الثانية، البقاع الغربي وراشيا منذرا بمعركة مشابهة للمعركة الانتخابية عام ٢٠١٨، مع بعض الفوارق بموازين القوى التي ستصب لصالح تحالف قوى الثامن من اذار والتيار الوطني الحر بشكل واضح، لذلك فإن المعركة تأخذ طابعا باهتا واقل حماسة بالرغم من مساعي القوى السياسية لاعادة تجييش ناخبيها لرفع نسبة الاقتراع.
تحافظ قوى الثامن من اذار على كتلتها الناخبة في البقاع الغربي فهي تمكنت من جمع مختلف القوى والاحزاب الاساسية في لائحة واحدة عابرة نسبيا للطوائف في الدائرة، في ظل وجود كتلة سنيّة هي الاكبر مؤيدة للوزير السابق حسن مراد القادر عمليا على تأمين حاصله الانتخابي اضافة الى كسر مرتفع.افضلية مراد في هذه الانتخابات هي غياب تيار المستقبل الامر الذي سيؤمن له قدرة جدية على التأثير واستقطاب بعض جمهور التيار الازرق من خلال الخدمات التي يقدمها في المنطقة وهذا سيعزز واقع لائحته الانتخابية، ويجعله يتقدم على خصومه في اللائحة المقابلة.
في الانتخابات النيابية السابقة تحالف كل من القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي وتمكنوا من الفوز بثلاثة مقاعد انتخابية مقابل ثلاثة مقاعد للائحة الثامن من اذار، لكن هذا الواقع تبدل اليوم، اذ ان القوات باتت خارج اللائحة وتيار المستقبل منكفئ بالرغم من ترشح النائب محمد القرعاوي.يعطي المستقبل غطاء سياسيا مقبولا للقرعاوي لكن الجو العام السنّي لا يزال حتى اللحظة غير متحمس لخوض الانتخابات متجاوبا مع الرغبة العامة للرئيس سعد الحريري ومتأثرا بما تأثرت به كل الطوائف بسبب الواقع الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه البلد، كل ذلك سيؤدي الى انخفاض كتلة الناخبين في لائحة القرعاوي بشكل لافت.يتوقع بعض المعنيين باحدى الماكينات الانتخابية الاساسية في الدائرة تقدم قوى الثامن من اذار بمقعد اضافي، ما يعني فوزها باربعة مقاعد مقابل مقعدين للائحة القرعاوي.
في حال عدم حصول مفاجآت سيضمن كل من النائبين القرعاوي ووائل ابو فاعور مقعده النيابي كذلك سيضمن كل من الوزير حسن مراد ومرشح حركة امل قبلان قبلان ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الفوز لتبقى معركة شكلية على المقعد الماروني من المتوقع ان يحسمها مرشح التيار الوطني الحر شربل مارون.