كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: في لحظة الذروة الانتخابية اختلطت الاوراق بما يصعّب التوقعات. حتى الاحزاب والقوى السياسية تجنبت رفع سقف توقعاتها واختلفت حساباتها الانتخابية عن حسابات الماضي لدخول عاملين اثنين، عدم وضوح موقف الناخب السني ازاء المقاطعة من عدمها، ودخول المجتمع المدني وقوى التغيير واصوات المغتربين، ولا سيما تلك الشريحة التي غادرت لبنان بعد انفجار المرفأ ممن صبت اصواتهم في صناديق «القوات» و»الكتائب» والمجتمع المدني مع نسبة ضئيلة لمرشحي الممانعة.في ما يتعلق بواقع الاحزاب الاساسية والانتخابات، تلتقي استطلاعات الرأي على توقع زيادة حصة «القوات اللبنانية» النيابية مقابل تراجع «التيار الوطني الحر» في عدد من الدوائر. الامر يتوقف هنا على نسبة تصويت السنة ونجاح السعودية في رفع قرار المقاطعة الذي التزم به الكثيرون شفهياً. المستجد في العام 2022 هو دخول ما يسمى قوى التغيير والمجتمع المدني على الخريطة الانتخابية. قدرتها على الفوز متوافرة في اكثر من دائرة انتخابية قد تصل الى خمس دوائر من الشمال الثالثة الى بيروت والجنوب الثالثة وعاليه والشوف. لكن وصولها الى مجلس النواب سيكون مبعثراً وعملها في مجلس النواب سيكون على القطعة. من غير المعروف بعد اين سينضوي ممثلو هذه القوى ومع من سيتعاطون داخل مجلس النواب. من خاض معركته في مواجهة المنظومة كيف سينسق عمله النيابي معها وكيف سيتعاطى مع اللجان النيابية؟ هذه القوى التي رفعت سقف معركتها وتوقعاتها اختلفت على توزيع الحصص في ما بينها ما اعترض امكانية توحيد صفوفها وقلل من فرص نجاحها. نتائج انتخابات قوى التغيير ستكون صادمة للدول الغربية التي دعمتها. واللائحة تطول هنا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الموفد الاميركي ديفيد شينكر الى المبعوث الفرنسي باتريك دوريل وآخرين، كلهم جهدوا على خط دعم المعارضة على طريق تغيير الواقع ورصدوا لها ميزانيات. سيصابون بصدمة حين تفرز صناديق الاقتراع فوزها بثلاثة حواصل الى خمسة على ابعد تقدير وباعتراف استطلاعات الرأي. ويبقى السؤال هل يخالف الواقع التوقعات ام سيخرج من يقول للبنانيين على خياراتهم كما تكونون يولّى عليكم؟