اكملت الماكينات الانتخابية خطواتها في دائرة الشمال الاولى(عكار) على غرار الدوائر الأخرى،لكن ميزة معركة عكار تكمن بالغموض الذي يكتنف المشهد الانتخابي ، ما يجعل الجميع يذهب نحو يوم المنازلة في ظل ترقب غير مسبوق.
الثابت حتى الان هو تدني نسبة الاقتراع حيث من المرجح ان لا تتخطى عتبة العشرين في المئة، وهذا إنجاز سياسي يُحتسب لتيار المستقبل الذي استطاع ضبط جمهوره و عدم الانجرار إلى مقربين او حلفاء، ما يضع اللوائح المتوفرة أمام تحديات جسيمة في ظل الإنكفاء السنّي.المزاج الشعبي اليائس و الضبابية في المشهد الانتخابي يضغطان على الجميع من دون استثناء فلا تشهد قرى عكار الزخم الانتخابي المطلوب ، والكلمة الفصل ستكون للكسور وليس للحواصل الكاملة ، ما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة وتنسف كل الفرضيات التي عمت في الأسابيع الفائتة.
قرار المستقبل “بضبط” الصوت السنّي وعدم التسرب الا على نحو خفيف، يطال المرشح عن المقعد الماروني هادي حبيش الذي يواجه جيمي جبور مرشح التيار الحر و ابن بلدته إيضا، ما يرخي بظلال من التعقيد حتى موعد فرز الأصوات.
كما سيصيب” الضبط” بشكل اساسي بعض الطامحين “للغرف” من صحن “المستقبل”، هذا ما يتيح الفرصة امام لائحة الوفاء لعكار التي تضم مرشح العزم هيثم عز الدين وعلي طليس، كما تصب لصالح محمد يحيى الذي تشهد حالته انتعاشا ملفتا ، في وقت ينبغي على وليد البعريني كسر الطوق والتعويض عن “المستقبل” برفع نسبة الاقتراع في منطقة القيطع.على غرار كل الدوائر، تدور بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” حرب ضروس، و هذا أمر بديهي، لكن ما هو ملفت عدم رضى القاعدة الحزبية على خيارات القيادة ، إذ ليس يسيرا على أنصار القوات ان يسيروا بوسام منصور ومنحه الأصوات التفضيلية كمرشح مستقل في خلفية متناقضة مع نهج القوات.
والامر كذلك ينطبق على” التيار” الذي تميل قاعدته إلى منح الصوت التفضيلي لجيمي جبور كونه من صلب الحالة العونية.
هذه “الشربكة” ، تعيد خلط الأوراق ورسم مشهد مختلف، فذهاب الحاصل إلى جيمي جبور سيكون حكما على حساب هادي حبيش، وعدم تحصيل أصوات تفضيلية لوسام منصور سيفسح المجال أمام زميله طلال المرعبي للظفر بالمقعد النيابي ،ما يفتح الدرب امام مرشح” اعتدال عكار “سجيع عطية.